strong>المالكي يدعو إلى تعديل وزاري، قد يتجنب من خلاله أي تصادم مع قوى طالبت بخطوة كهذا. و«جبهة التوافق» تتلقى دعوة لزيارة واشنطن وتفتح الخطوط مع الديموقراطيين المنتصرين وتراسل زعيمتهم نانسي بيلوسي. المشهد قد يكون عبارة عن سباق بين الحكومة وأهل السنة، وهو مبني طبعاً على نتيجة الانتخابات الأميركية الأخيرة وتداعياتها، التي قد تتسارع في الفترة المقبلة، وخاصة في العراقتتجه الحكومة العراقية إلى تعديل وزاري شامل، كانت قد طالبت به العديد من الأطراف العراقية، في وقت تلقت «جبهة التوافق» دعوة لزيارة واشنطن ولندن، فيما تصاعدت أعمال العنف في البلاد لتحصد أمس 58 قتيلاً وعشرات الجرحى، فضلاً عن العثور على 78 جثة.
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى إجراء تعديل وزاري «شامل» في حكومته ضمن «ضوابط وقياسات تتناسب والمرحلة» الحالية في البلاد، مطالباً «الشركاء» في العملية السياسية بـ«تحمل مسؤولية بناء الدولة».
وأفاد بيان صادر عن رئاسة الوزراء بأن المالكي «حمل مجلس النواب والشركاء في العملية السياسية مسؤولية بناء الدولة ومواجهة التحديات الأمنية»، داعياً «السياسيين بمختلف انتماءاتهم الى الإسهام في التهدئة ودفع عملية المصالحة الوطنية إلى الأمام».
وفي هذا السياق، قال وزير الدولة في الحكومة العراقية حسن الساري إن الكتل البرلمانية لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق على تغيير وزرائها، مشيراً إلى أن تغيير الوزراء ليس من صلاحيات رئيس الوزراء، لأنهم ترشحوا من خلال البرلمان.
وانتقد المالكي، من جهة أخرى، بحسب تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، أولئك الذين «هددوا بحمل السلاح والانسحاب من الحكومة»، في إشارة إلى «جبهة التوافق» التي هددت، الأربعاء الماضي، بحمل السلاح في حالة عدم الاستجابة لمطالبها، وخصوصاً «إيجاد توازن في أجهزة الدولة».
وأشار المالكي إلى أن التصريحات الأخيرة، التي اطلقها عدد من قياديي «جبهة التوافق» في شأن إمكان الانسحاب من العملية السياسية، «لا تعبر عن رأي الكثير من الاطراف المنضوية في (التوافق)»، لافتاً إلى أنه تلقى «اتصالات من اعضاء في الكتلة ينفون فيها ان تكون تلك التصريحات تعبر عن رأي مجمل (التوافق)».
وتعليقاً على ما نشرته إحدى الصحف العراقية أخيراً، ونسبته إلى مصادر أميركية مطلعة لم تسمها، عن وجود خيار أميركي لحكومة إنقاذ وطني من الممكن أن يقودها المالكي نفسه، نفى رئيس الوزراء بشدة مثل هذه الادعاءات، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لأميركا أن تكون طرفاً في انقلاب عسكري في العراق».
من ناحية أخرى، أعلنت «جبهة التوافق» العراقية أمس، عن استعدادها لمساعدة الأميركيين في البحث عن مخرج لهم في ما يتعلق بالأزمة العراقية.
وأعلن النائب عن الجبهة، ظافر العاني، ان «مسؤولين في جبهة التوافق تلقوا دعوة لزيارة واشنطن ولندن، ونقوم الآن بإعداد وفد لطرح وجهة نظر جبهة التوافق». وأضاف: «نحن نعتقد أن هناك سوء فهم بيننا وبين الجهات الأميركية والبريطانية».
في غضون ذلك، تصاعدت وتيرة أعمال العنف في العراق، حيث قتل 58 شخصاً وجرح العشرات، في هجمات متفرقة في بغداد وسامراء والرضوانية واليوسفية، بينهم 35 قضوا عندما فجر انتحاريان، يرتديان أحزمة ناسفة، نفسيهما وسط تجمع للمتطوعين في الشرطة غرب بغداد، وثلاثة أطفال أشقاء قتلوا في انفجار في النجف.
وأفادت الشرطة العراقية بأنه عُثر على 78 جثة في أنحاء متفرقة من بغداد وبعقوبة والخالص أمس.
وأعلن الجيش الأميركي أمس وفاة ثلاثة من جنوده، أول من أمس، «متأثرين بجروح أصيبوا بها جراء عمل معاد في محافظة الأنبار».
كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن أربعة جنود بريطانيين قتلوا، فيما أصيب ثلاثة آخرون «بجروح خطرة أو خطرة جداً»، إثر هجوم تعرضوا له في مدينة البصرة أمس.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)



زرقاوي الشيعة
قالت صحيفة «صندي تليغراف» امس أن «وحشاً شريراً» يسمي نفسه «أبو درع» برز أخيراً خلال أحداث الحرب الطائفية في العراق وأعلن نفسه حامي الشيعة وصار يُلقب بـ «زرقاوي الشيعة». وذكرت الصحيفة ان أبو درع برز بعد أقل من ستة أشهر على مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي في غارة أميركية، مشيرة إلى أنه «ينتهج أسلوباً مشابهاً من التعصب الوحشي لكنه يتبع وسيلة مختلفة في تصفية ضحاياه».
(يو بي أي)