القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
عادت قضية إمام مسجد ميلانو المخطوف “أبو عمر المصري” إلى الأضواء من جديد، بعدما اختفى من القاهرة عقب فتح المدعي العام الإيطالي التحقيق في ملابسات اختطافه.
ونشرت صحيفتا “واشنطن بوست” الأميركية و“دايلي تلغراف” البريطانية نصوص رسالة في 11 صفحة كتبها السجين، ويحكي فيها عن تفاصيل قصة الاختطاف من ميلانو إلى مكان مجهول، أعلن أنه القاهرة.
ويتوقع أن تعيد هذه الحادثة النظر في قضية تعذيب سجناء سياسيين على يد المخابرات الأميركية التي تحتجزهم داخل سجون مصرية هرباً من القوانين الأميركية المتزمتة في ملاحقة المتهمين بالتعذيب، وهي قضية ستورط أسماء كبيرة في الحكومة المصرية والإيطالية إذا اكتمل التحقيق فيها، وعلى رأسها رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني.
و“أبو عمر المصري”، هو الاسم الحركي لإمام مسجد ميلانو، الشيخ أسامة حسن نصر، الذي اختطفته المخابرات الأميركية في شباط 2003 ورحّلته أولاً إلى معسكر أميركي في ألمانيا ومنها إلى مصر، لكنه اختفى منذ شهر رمضان الماضي، وبالتحديد قبل العيد بأسبوع، بعدما أجرى صحافي إيطالي حواراً معه، كما تقول عائلته.
وفي الرسالة، ذكر أبو عمر: “لم أفهم شيئاً مما حدث، فهم بدأوا يلكمونني فور اختطافي في معدتي وأنحاء متفرقة من جسدي، ثم لفوا رأسي ووجهي بالكامل بشريط عريض أحدثوا فيه ثقوباً أمام أنفي حتى أستطيع التنفس”.
وفور وصوله إلى مصر، كان هناك “ضابط أمن مصري عرض علي صفقة أصبح بموجبها مرشداً للمخابرات الأميركية والأمن المصري في مقابل عودتي إلى عملي في إيطاليا، غير أنني رفضت العرض، فتعرضت للتعذيب طوال 14 شهراً كاملة”.
وجاء في الوثيقة المسربة أن الشيخ اختطف من المسجد الإسلامي في ميلانو ونقل في طائرة توجهت إلى قاعدة أميركية في ألمانيا، قبل أن يُرحَّل إلى مصر مباشرة، وبعدها أُفرج عنه في عام 2004، ولكنّ السلطات المصرية أعادت اعتقاله مرة ثانية عقب فتح المدعي العام الإيطالي تحقيقاً في ملابسات عملية اختطافه. إذ كان قاضٍ إيطالي قد وجه اتهامات لـ22 من عملاء المخابرات الأميركية “سي آي إي” ورئيس الاستخبارات الإيطالية بالتورط في عملية الاختطاف، بعدما أبلغت سيدة مصرية أنها شاهدت الحادث، وهو ما دعا السلطات الإيطالية إلى فتح التحقيق وقامت بالتنصت على هواتف المقربين من إمام المسجد.