Strong>جدل بين محافظ سوداني ودوست بلازي
تنشط الحركة السياسية الفرنسية هذه الأيام نحو أفريقيا التي تشكل بالنسبة إلى باريس حنيناً إلى مرحلة الكولونيالية، التي فتحت زيارة وزير الداخلية الفرنسي نيكولاي ساركوزي إلى الجزائر أمس، دفاترها المؤلمة، فيما تابع وزير الخارجية دوست بلازي جولته على السودان حيث زار دارفور، هذا الإقليم المضطرب.
وقوبلت زيارة ساركوزي في الجزائر أمس، بفتور في الصحافة المحلية، رغم أنها تهدف إلى إحياء الحوار السياسي بين البلدين. وقال الوزير الفرنسي إن 15 دولة أوروبية وافقت أمس على تسريع إجراءات منح الجزائريين التأشيرة التي تتيح لهم السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وأضاف ساركوزي، خلال لقائه نظيره الجزائري يزيد زرهوني، إن الدول الأوروبية التابعة لمنطقة “شينغن”، لن تستغرق وقتاً طويلاً في التشاور في ما بينها، بشأن تلبية طلبات الجزائريين بمنحهم تأشيرة دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، خلال 3 أيام بدلاً من 15 يوماً.
وتعليقاً على زيارة المسؤول الفرنسي، صدرت صحيفة “الشروق” الناطقة بالعربية تحت عنوان لاذع: “ساركوزي يبدأ حملته الانتخابية في الجزائر”، فيما تساءلت صحيفة “لو كوتيديان دوران”، في صفحتها الأولى، عما إذا كان ساركوزي يزور الجزائر بصفته وزيراً للداخلية أم مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وكان رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم قد قال ليل السبت الأحد، خلال “منتدى التلفزيون” الجزائري: “يجب أن تعترف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر” خلال الحقبة الاستعمارية (1839ــ1962).
ووصف المستشار السياسي لساركوزي، جيرار لونغي، هذه المطالب الجزائرية بأنها “مؤسفة”.
وفي السودان، دار جدل أمس بين وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ومحافظ ولاية شمال دارفور، يوسف عثمان كبير، في الفاشر، عاصمة الولاية، عندما ندد المحافظ بـ “أجندة خفية” للمجتمع الدولي في الإقليم.
وقال المحافظ: “لا ينبغي أن تكون هناك أجندة خفية” للوصول إلى اتفاق في دارفور. ورد بلازي بأنه لا توجد “أجندة خفية ولا مؤامرة لإضعاف الحكومة السودانية”، مضيفاً: “إن ما هو موجود هو إرادة في عدم رؤية آلاف الأشخاص يعيشون الحرب”.
والتقى الوزير الفرنسي، في جلسات مغلقة، العديد من ممثلي المنظمات الإنسانية الذين أعربوا عن معارضتهم لتدخل الأمم المتحدة في دارفور، وهو الأمر الذي يشكك، بحسب قولهم، في حيادهم في نظر الأهالي.
ووعد دوست بلازي ممثلين عن نازحين في دارفور بأن فرنسا “لن تنساهم”، قائلاً، عقب اجتماعه مع عشرين من ممثلي النازحين وسط أحد مخيماتهم: “أنتم في قلوبنا ولن ننساكم”.
وزار بلازي كوتوم القريبة من الفاشر على متن مروحية تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي.
(أ ف ب، رويترز، أب)