يبدو أن فصلاً جديداً من المماحكات السياسية بين موسكو وتبليسي قد بدأ مع إجراء إقليم اوسيتيا الجنوبية استفتاءً حول استقلاله عن جورجيا بدعم روسيا، ولا سيما ان ذيول حادث احتجاز السلطات الجورجية أربعة ضباط روس بتهمة التجسس منذ حوالى شهرين، الذي انتهى بتسليم الضباط الى روسيا، انحسرت ولم تنته. ورغم إدانة تبيليسي والأسرة الدولية، أجري أول من أمس استفتاء حول استقلال الاقليم، الذي يقطن فيه اوسيتيون وجورجيون، والذي يقع في القوقاز شمالي البلاد على حدود روسياواعلن «الرئيس» غير المعترف به لاوسيتيا الجنوبية (الجمهورية المعلنة من جانب واحد بدعم من روسيا)، ادوارد كوكويتي، أن غالبية سكان المنطقة التي تسعى للانفصال عن جورجيا صوتوا لمصلحة الاستقلال في الاستفتاء الذي نظم الاحد الماضي، مضيفاً “اليوم ربحنا معا”.
وقالت رئيسة مفوضية الانتخابات، بيلا بلييفا، «لا يمكنني إلا القول إن هناك انتصاراً لكوكويتي. وأكثر من 90 في المئة من الناس صوتوا لصالح استقلال جمهوريتنا».
كما أشار اعضاء من حركة «ناشي» للشبان الروسية الموالية للكرملين، ممن راقبوا عملية الاقتراع، الى أن 99 في المئة ممن جرى استطلاع آرائهم لدى خروجهم من اللجان يؤيدون الاستقلال ومنحوا أصواتهم لكوكويتي.
ولن تغير نتيجة الاستفتاء وضع اوسيتيا الجنوبية، التي يقيم فيها ما بين 50 و100 الف شخص، لأن جورجيا أعلنت انها لن تعترف به، معتبرة أنه "استفزاز”.
كما دان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي الاستفتاء الذي يمكن ان يؤدي الى تصعيد العنف في المنطقة، على حد قولهم، لكن روسيا قالت انه يجب احترام نتيجته.
واوسيتيا الجنوبية، التي يحمل معظم مواطنيها جوازات سفر روسية، هي واحدة من اربع مناطق “انفصالية” في الاتحاد السوفياتي السابق مع ابخازيا (جورجيا) وترانسدنيستريا (مولدافيا) وكاراباخ التي يتنازع الأرمن والأذربيجانيون السيادة عليها.
وزادت المناوشات بين “الانفصاليين” والجورجيين في السنوات الاخيرة مع تصعيد الرئيس المؤيد للغرب ميخائيل ساكاشفيلي لهجته بشأن الاقليمين اللذين يطالبان بالانفصال: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، حيث تراقب قوة حفظ سلام من 500 جندي من روسيا وجورجيا واقليم اوسيتيا الشمالية الروسي هدنة هشة تم التوصل اليها عام 1992.
(ا ب، ا ف ب، رويترز، د ب ا)