غزة ــ رائد لافي
مواقف جديدة برزت على الساحة الفلسطينية، قد تعقّد مسار مفاوضات حكومة الوحدة الوطنية، ولا سيما أن تأليفها ورفع الحصار الدولي عنها مرتبط بالاعتراف بإسرائيل، وهو ما جددت “حماس” تأكيد رفضه

ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على التهديدات الإسرائيلية في شأن ضرورة أن تعترف حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة بإسرائيل، بتجديد موقفها المبدئي القاضي بـ“رفض الاعتراف وفكرة حل الدولتين”.
وقال المتحدث باسم “حماس” في غزة، فوزي برهوم، لـ“الأخبار”، إن “جدول أعمال حكومة الوحدة المقترحة لن يعترف بدولة الاحتلال أو يقبل فكرة الدولتين كحل للقضية الفلسطينية حسب رؤية الرئيس الأميركي (جورج) بوش لأنها تمثل اعترافاً واضحاً بالدولة العبرية”. أضاف “قلنا بوضوح إننا لن نشارك في حكومة تعترف بتل أبيب وهذا الموقف لم يتغير”.
في هذا الوقت، تواصلت في غزة اللقاءات بين الأطراف الفلسطينيين المتحاورين وسط أجواء من التفاؤل، توحي بقرب نجاح الحوار الجاري من أجل تأليف حكومة الوحدة.
وقال رئيس كتلة “حماس” البرلمانية في المجلس التشريعي، الدكتور خليل الحية، إن “الحوارات تسير في جو جيد وايجابي”، مشيراً إلى أن “هناك تقدماً حقيقياً في الحوارات، يوحي بإمكان إنجاز كل نقاط الحوار بين حماس وفتح والفصائل والإخوة المستقلين في أقرب وقت”.
وفيما رفض الحية الحديث عما تم التوصل إليه في شأن توزيع الحقائب الوزارية، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ“الأخبار”، التوصل إلى “اتفاق مبدئي يقضي بحصول حركة حماس، صاحبة الغالبية البرلمانية، على تسع حقائب وزارية إضافة إلى رئيس الحكومة، فيما تحصل حركة فتح على ست حقائب”.
وقالت المصادر نفسها إن أربع حقائب وزارية ستذهب للكتل البرلمانية الأخرى (أربع كتل)، فيما ستمنح خمس حقائب للمستقلين من خارج التنظيمات السياسية.
وبحسب المصادر، “سيكون لحركتي فتح وحماس حق الفيتو (النقض) على أي وزير يتم ترشيحه للمشاركة في الحكومة”، الذي “يجب أن يتمتع بالنزاهة والكفاءة”.
واكتفى الحية بالقول، تعقيباً على هذه المعلومات، “نؤكد أننا في حماس ذاهبون إلى حكومة وحدة وطنية تعزز الشراكة السياسية وتعزز الوحدة الوطنية والمسؤولية وتكون حكومة قادرة على رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والإفراج عن المعتقلين وفتح المعابر ليمضي الشعب الفلسطيني نحو تحقيق أهدافه”.
بدوره، قال رئيس كتلة “فتح” البرلمانية، عزام الاحمد، إن «اللجنة المشتركة لحركتي فتح وحماس اتفقت على الاسس اللازمة لتأليف تلك الحكومة، ولكن سيُعلن عن كل ذلك مرة واحدة وفي الوقت المناسب، وبعد الانتهاء من الأمور العالقة كقضية الجندي الاسير والوزراء والنواب المعتقلين”.
ورداً على سؤال حول توزيع الحقائب وعما إذا كان لدى حركة «فتح» بعض التوجهات والشروط، قال الأحمد إن “المسألة ليست شروطاً، بل إيجاد صيغة تلبي الهدف من تأليف الحكومة وهو تعزيز الوحدة الوطنية والشراكة بين مختلف الفصائل الفلسطينية ومن ثم فك الحصار، لذلك هناك عوامل يجب أن تراعى”.
وأشار الأحمد إلى ما سماه “التقارب بين جميع الفصائل لإنجاز تلك الحكومة، حيث جرى الاتفاق على قضية الجغرافيا بين غزة والضفة الغربية وكذلك مشاركة المرأة ومراعاة توسيع المشاركة من قبل الفصائل الأخرى، بحيث يقدم الفصيلين الكبيرين بعض التنازلات”.
ميدانياً، استشهد الشاب بهاء صالح خاطر ( 26 عاماً) عضو كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية، بعد إصابته برصاص جنود الاحتلال في مخيم العين في مدينة نابلس في الضفة الغربية، فيما أصيبت الشقيقتان إسراء (15 عاماً) وصابرين (18 عاماً) ابراهيم الدامواني بجروح خطيرة.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تدعمها الدبابات والآليات العسكرية قد اجتاحت فجر أمس المخيم المذكور وسط إطلاق نار كثيف.
وفي قطاع غزة، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ورشة صناعية في منطقة عسقولة المكتظة بالسكان المدنيين ما أدى إلى تدميرها بالكامل.