strong>«طلب مني كثير من الأميركيين أن أتحدث إليهم وأشرح لهم رأي الأمة الإيرانية. سيحدث هذا قريباً وسأبعث إليهم برسالة»وعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس شعبه بالإعلان عن تحول إيران إلى دولة نووية كاملة بعد ثلاثة أشهر، وأبدى استعداد طهران التباحث مع الولايات المتحدة شرط أن «تصحح واشنطن نهجها».
وقال أحمدي نجاد، في مؤتمر صحافي، إن «عشرة الفجر المباركة»، وهي ذكرى انتصار الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الراحل الخميني وتستمر احتفالاتها من الأول إلى 11 شباط المقبل، ستكون المناسبة التي سيعلن خلالها عن تحول إيران إلى دولة «نووية بالكامل».
أضاف «لقد قبلوا أخيراً التعايش والتعامل مع إيران النووية التي تمتلك دورة الوقود النووي»، معتبراً أن «الوقت يمر الآن من الناحية الدبلوماسية لصالح الشعب الإيراني بشكل تام». وأوضح «نريد إنتاج الوقود (النووي)، وبالتالي يجب تركيب ما يصل الى 60 ألف آلة طرد مركزي، ونحن في بداية الطريق».
وحول الحوار مع الولايات المتحدة، أوضح الرئيس الإيراني «قلنا منذ البداية إننا سنتباحث مع الحكومة الأميركية، لكن بشروط. إذا صححوا نهجهم فسنتباحث معهم مثلهم مثل الآخرين».
وكانت نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي قد وضعت ضغوطاً على الحكومة الأميركية من جانب الديموقراطيين الأميركيين ومن حلفائهم في الخارج على حد سواء من أجل التباحث مع إيران بشأن تخفيف حدة العنف في العراق.
وقال الرئيس الإيراني «طلب مني كثير من الأميركيين أن أتحدث إليهم وأشرح لهم رأي الأمة الإيرانية. سيحدث هذا قريباً وسأبعث إليهم برسالة».
من جهته، أوضح وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي أمس أن إيران ليست «طالبة» مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن العراق، مؤكداً، في مؤتمر صحافي، أن «إيران لم تتخذ أي قرار جديد بهذا الخصوص».
من جهة ثانية، قال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون إن المقترحات الروسية الخاصة بفرض قيود على مواد يمكن استخدامها في البرامج النووية الإيرانية أقل شمولاً إلى حد بعيد مما ترغب فيه البلدان الغربية.
وتحدث بولتون للصحافيين أول من أمس عقب اجتماع آخر لألمانيا والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في شأن مسودة قرار أوروبية تفرض عقوبات على إيران والتعديلات الروسية التي قلصت المسودة إلى النصف.
وأوضح بولتون أن «التعديلات الروسية التي اقترحت اليوم ستقلص بشكل ملموس نطاق» العقوبات، مضيفاً إنه سيتعين في الوقت الحالي على خبراء من جميع الأطراف مراجعة المقترحات الروسية.
غير أن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين كان أكثر تفاؤلاً. وقال «بعض المخاوف التقنية التي تم التعبير عنها بخصوص نوع مخاطر التسرب التي ستترتب على نهجنا، أعتقد أنها تبددت من خلال بعض الإيضاحات التي قدمناها اليوم» (الاثنين).
وتريد روسيا أن تركز العقوبات فقط على «الأنشطة المرتبطة بالتخصيب وإعادة المعالجة» والمفاعلات النووية التي تعمل بالماء الثقيل وتطوير «أنظمة نقل أسلحة نووية». وتلغي التعديلات الروسية مطالب أوروبية بتجميد الأصول في الخارج وفرض حظر سفر على أفراد وعلى أعمال وجماعات على صلة بالبرنامج النووي لطهران.
أما مسودة القرار الأوروبية، التي أعدتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، فتطالب الدول بمنع بيع أو تزويد إيران بأي تكنولوجيا خاصة بالمعدات أو تقديم أي تمويل يمكن أن يسهم في البرامج النووية الإيرانية أو البرامج الخاصة بالصواريخ الذاتية الدفع.
وفي فيينا، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير أصدرته أمس، إن إيران ماضية في عمليات إنتاج اليورانيوم المخصب وتواصل عدم تعاونها مع الوكالة لحل مسائل أساسية حول برنامجها النووي.
وجاء في تقرير غير معدّ للنشر حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منه، أن إيران قامت في الفترة من 13 آب إلى 2 تشرين الثاني بتغذية أجهزة الطرد المركزي في ناتنز «بنحو 34 كيلوغراماً» من غاز هكسفلوريد اليورانيوم وأنتجت كمية صغيرة من اليورانيوم المخصب بمستويات منخفضة.
الى ذلك، ذكرت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أن إيران خصصت تمويلاً سرياً قيمته 418 مليون دولار لتوسيع عملياتها النووية. وقالت الصحيفة إن هذه المعلومات جاءت من خلال اتصالات هاتفية أجراها مسؤول إيراني رفيع المستوى تم تسجيلها من قبل جهاز استخبارات غربي. وأضافت: إن الأموال سيتم استخدامها لحماية المواقع النووية الإيرانية من هجمات قد تشنها الولايات المتحدة أو إسرائيل، ولبناء موقع نووي سري.
وذكرت الصحيفة أن نائب الرئيس الإيراني ومدير مركز إدارة المواضيع النووية، فرهاد راهبار، أوصى بتخصيص المبلغ السري في الموازنة، وهو ما يسمح بزيادة الإنفاق العسكري بنسبة 30 في المئة.
(ا ف ب، رويترز، ا ب، يو بي آي)