وسّع تقرير للأمم المتحدة أمس دائرة الاتهامات لسوريا وإيران وحزب الله، مدعياً ضلوعها في توتير الأوضاع في الصومال، عبر نقل أسلحة إلى المحاكم الإسلامية، التي رأت التقرير ملفقاً.وقال زعيم المحاكم الإسلامية، الشيخ حسن ضاهر عويس، وهو من المدرجين في قائمة الأمم المتحدة للمتعاونين مع تنظيم «القاعدة»، إن التقرير «تلفيق بشكل كبير وليس له أي صدقية».
وقال المتحدث باسم المجلس الإسلامي الأعلى الصومالي، عبد الرحيم علي مودي: “إن التقرير أعده أشخاص لا يعيرون أي اهتمام للحقيقة أو الإسلام أو الصومال”، مشيراً إلى أن التقرير “نسيج من الأكاذيب”. وقال: “لم نتسلم أسلحة من سوريا أو إيران أو لبنان أو أي دولة أخرى”.
وبحسب التقرير المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، الذي تولى إعداده أربعة خبراء أمنيين من الولايات المتحدة وكينيا وبلجيكا وكولومبيا، فإن الإسلاميين يتلقون دعماً من جيبوتي ومصر واريتريا وإيران وليبيا والسعودية وسوريا وحزب الله، فيما تتلقى الحكومة الصومالية من جهتها دعماً عسكرياً من إثيوبيا وأوغندا واليمن.
وحذرت الوثيقة من أن الوضع “متأزم أكثر من أي وقت مضى”، ويضم “كل المقومات لاندلاع نزاع عسكري عنيف ومعمم وطويل جداً في القسم الأكبر من الصومال”. وتابع إن “ثمة احتمالاً لأن يتطور إلى نزاع مباشر بين اثيوبيا واريتريا وإلى أعمال إرهابية في دول أخرى معرضة في المنطقة”.
ويذكر التقرير أن الاسلاميين “قادرون تماماً على تحويل الصومال وإحلال وضع مماثل للوضع في العراق من خلال زرع قنابل على الطرقات وتنفيذ عمليات انتحارية”.
وأشار التقرير إلى أن اريتريا سلمت الإسلاميين خلال هذه الفترة “ما لا يقل عن 28 شحنة من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية”، بينها صواريخ أرض ــ جو وأسلحة مضادة للدروع تسير بواسطة الأشعة ما تحت الحمراء، فيما سلمتهم إيران ثلاث شحنات كبيرة من الأسلحة والذخائر وسوريا ما لا يقل عن شحنة مماثلة من ضمن اتفاق مع حزب الله.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 700 من عناصر الميليشيات الإسلامية من الصومال ذهبت إلى لبنان للقتال إلى جانب حزب الله، خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأضاف التقرير إن حزب الله وفر في المقابل التدريب والأسلحة للإسلاميين الصوماليين بمساعدة إيران وسوريا. وأشار إلى أن مئة صومالي على الأقل غادروا لبنان عائدين إلى بلادهم في أيلول إلى جانب بعض من مقاتلي حزب الله، فيما ظل آخرون في لبنان للحصول على تدريب عسكري أكثر تطوراً.
وأشار التقرير إلى أن كل صومالي حصل على ألفي دولار نظير خدمته في لبنان، وأن ما يصل إلى 30 ألف دولار أعطيت لأسرة كل من قتل منهم في الحرب.
وذكر التقرير أن الحكومة الإيرانية طلبت مساعدة المحاكم الإسلامية لتسهيل وصولها إلى منجم اليورانيوم في دوسا ماريب، مسقط رأس الشيخ حسن ضاهر عويس.
ونفت إيران الاتهامات. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قوله إن التقرير “لفقته القوى التي تفاقم الحرب وسفك الدماء في الصومال بإرسال الأسلحة إلى هذا البلد”.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)