strong>قناة «الجزيرة» تطلق «النسخة الانكليزية»، لتبث الى العالم أخباره باللغة الأكثر انتشاراً عالمياً، مخاطبة وقاصدة في المقام الأول أولئك الذين يقعون فريسة الإعلام الغربي عن العرب والاسلام، وما أكثرهم. فهل تخط «الجزيرة الانكليزية» ما عجزت عنه الأنظمة العربية «إعلامياً» أو ما عاقت هذه الأنظمة إيصاله، رغم الدعوات إلى إعلام يخاطب الشعوب الغربية، ورغم المال الوفير لذلك؟بدأت قناة «الجزيرة» الجديدة الناطقة بالانكليزية في تمام الساعة 12.00 (بتوقيت غرينيش) أمس بثها، لتكون اول قناة من جنوب الكرة الارضية تدخل حلبة المنافسة مع كبريات الشبكات الاخبارية العالمية.
وبدأ البث بفقرة عرّفت بالقناة الجديدة وألقت الضوء على ارث القناة العربية، التي احتفلت مطلع هذا الشهر بعيدها العاشر بعد عرض شريط لأبرز الأحداث في السنوات الماضية.
ورحب الإعلاميان شيولي غوش وسامي زيدان بالمشاهدين الجدد «من قلب الشرق الاوسط»، وبشّراهم بأن «عصراً جديداً في الإعلام الدولي بدأ مع اطلاق هذه القناة».
وبدأ الإعلاميان برنامجهما الاخباري الاول بتقرير من قطاع غزة، وأُعلن عن بث مقابلة مع نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريز.
وبينما كانت القناة الانكليزية تبصر النور، تولت «الجزيرة» العربية نقل هذه اللحظات على الهواء ضمن نشرتها الاخبارية. وتحدث في النشرة المدير العام للشبكة، وضاح خنفر، مؤكداً أن «الجزيرة» الانكليزية «ستبني على نجاح القناة العربية».
وقال مدير «الجزيرة» الانكليزية نايجل بارسنز، في بيان صحافي وُزع امس لمناسبة إطلاق القناة، «أعتقد تماماً أن هناك فراغاً في السوق سنستغله. والعالم يحتاج الى «الجزيرة» الانكليزية ليطّلع على أبعاد جديدة وفهم جديد للأحداث الدولية».
وسيكون البث المباشر في مرحلة اولى على مدى 12 ساعة يومياً، على ان يتحول الى بث مباشر على مدار الساعة ابتداء من مطلع عام 2007، بحسب مصادر في القناة.
وتضم «الجزيرة» الانكليزية زهاء 700 موظف من حوالى 50 جنسية، 300 منهم يعملون في مقرها الرئيسي في الدوحة، فيما يتوزع الباقون على عشرين مكتباً في العالم تنسّق فيما بينها أربعة مكاتب اقليمية في الدوحة (المقر الرئيسي) ولندن وكوالالمبور وواشنطن.
وستتمكن القناة الجديدة من الاستفادة من شبكة مكاتب «الجزيرة» العربية، وذلك لتأمين «ضخ المعلومات من الجنوب باتجاه الشمال، وإعطاء مساحة تعبير للمناطق التي لا تجري تغطيتها كما يجب عبر العالم»، على حد تعبير خنفر.
ويأمل بارسنز أن «تؤسس القناة مسيرتها على ارث النجاح الذي حققته الجزيرة العربية»، مؤكداً أن القناة الجديدة تعمل «بتنسيق وثيق مع الجزيرة العربية... مع أننا نملك برمجة مختلفة عنها الى حد ما بسبب اختلاف الجمهور الذي نتوجه اليه».
ويقول مدير الاخبار والبرمجة في القناة الجديدة ستيف كلارك: «نعقد اجتماعات مشتركة يومية مع زملائنا في الجزيرة العربية نتناول فيها تنسيق البرمجة».
وتطرح اسئلة كثيرة عن الخط التحريري الذي ستعتمده «الجزيرة» الانكليزية، وذلك أساساً بسبب الجدل الذي تثيره القناة الأم.
وفي هذا الإطار، يقول مساعد مدير القناة ابراهيم هلال، إن «السياسة التحريرية ولغة التخاطب ستتطوران مع مرور الوقت والعمل، فعندما نظهر على الهواء ونتلقّى تعليقات مشاهدينا، نقترب اكثر من توقعاتهم».
إلا ان انطلاقة «الجزيرة» الانكليزية بدت متعثرة في الولايات المتحدة، حيث لم تتوصل حتى الآن الى اتفاق لبث برامجها على شركات الكيبل.
وقالت المديرة التجارية لـ«الجزيرة» الانكليزية ليندسي اوليفر، خلال مؤتمر صحافي مساء اول من أمس: «سيتمكن حوالى مليوني مشاهد اميركي من التقاط بثنا عبر الاقمار الاصطناعية، ولم نجد متسعاً لنا لدى شركات الكيبل الاميركية حتى الآن».
لكن بياناً صحافياً وُزع اول من امس، اشار الى أن «الجزيرة» الانكليزية يمكن التقاطها «في أكثر من 80 مليون موقع متصل بالاقمار الاصطناعية والكيبل وحول العالم».
ويعتقد مسؤولو «الجزيرة» الانكليزية أن اغلب مشاهديها سيكونون من آسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث التقاط البث بالاقمار الاصطناعية هو الاوسع انتشاراً.
لكن السفير الاميركي لدى قطر تشيس انترماير، قال في لقاء صحافي اول من أمس، معلقاً على تعثر مفاوضات «الجزيرة» مع شركات الكيبل في الولايات المتحدة: «لا اظن ان هناك مشكلة سياسية»، مضيفاً ان «هذه المصاعب ذات طابع تجاري صرف اكثر منه سياسياً». وأضاف أن «مزودي الكيبل في الولايات المتحدة الاميركية لديهم عروض وافرة من القنوات الاخبارية على غرار (سي ان ان) و(فوكس نيوز) وربما (بي بي سي) البريطانية... ولذلك يصعب على القنوات الاخبارية الجديدة أن تقتحم هذه السوق».
(أ ف ب)