يبدو أن المواجهة الكلامية بين الولايات المتحدة وإيران تسير في منحى تصاعدي، وخصوصاً بعد الوعد الذي توجه به الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول من أمس إلى شعبه بالاحتفال «بإيران دولة نووية» في غضون 3 اشهر. فقد أكد الرئيس الإيراني أمس أن بلاده «ستقاوم حتى النهاية» للدفاع عن حقها في القطاع النووي، بينما تحدث مسؤولون أميركيون عن إمكان توجيه «ضربة وقائية» للنظام الإسلامي.وقال أحمدي نجاد، في خطاب ألقاه في ساننداغ عاصمة كردستان الإيرانية ونقله التلفزيون الإيراني إن «الشعب الإيراني سيقاوم حتى النهاية للدفاع عن حقه في المجال النووي». وأضاف: «نسير نحو الأمام في كل لحظة، ولم تبق إلا خطوة واحدة للوصول إلى القمة النووية، في ظل العناية الإلهية ويقظة ووحدة وتضامن الشعب الإيرانيوحذر نجاد الذين سيحتلون المناصب في أميركا بعد الرئيس الأميركي جورج بوش قائلاً: «اعلموا أنكم إذا واصلتم سياسات بوش، فإن الفشل سيحيق بكم».
وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أفاد بأن إيران تمضي قدماً في أنشطة تخصيب اليورانيوم ولا تزال تعرقل تحقيقات الوكالة. وأضاف إن مفتشي الوكالة عثروا على آثار تدل على وجود بلوتونيوم في عينات من اليورانيوم عالي التخصيب مأخوذة في وقت سابق من حاويات في منشأة لتخزين النفايات النووية قرب طهران.
وعلقت وزارة الخارجية الأميركية على هذا التقرير بالقول إن صدقية الأمم المتحدة تصبح في خطر إذا لم تتصرف بعد ما جاء فيه، مؤكدة ضرورة استصدار قرار قوي ضد إيران.
وقال المتحدث باسم الوزارة شين ماكورماك: “يجب أن يكون هناك ثمن للتقاعس عن الالتزام بمطالب المجتمع الدولي”.
وقال المندوب الأميركي لدى المنظمة الدولية جون بولتون، الذي يقود حملة واشنطن من أجل فرض عقوبات على إيران، إن تصريحات نجاد وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهران ضرورة المسارعة إلى اتخاذ إجراء في الأمم المتحدة.
وكان مسؤول في الحكومة الأميركية قد قال أول من أمس إن الولايات المتحدة ودولاً أخرى قد تضطر يوماً ما إلى دراسة توجيه ضربة وقائية إذا واصلت إيران وكوريا الشمالية السعي لاكتساب أسلحة نووية. وأضاف: “أعتقد أنه لا بد لأي حكومة أميركية، وليس فقط هذه الحكومة ولكن الحكومات المقبلة، أن تضطر إلى النظر في استراتيجيات توجيه ضربة وقائية”. لكنه أوضح أنه لا يقصد أن الولايات المتحدة ستشن هجوماً وقائياً “غدا”، مشيراً إلى أن “البعض” قد يحس بميل إلى ضربة وقائية ــ لا الولايات المتحدة فحسب، “بل إن آخرين قد يشعرون بأنهم معرضون للخطر في المنطقة وقد يشعرون بميل أكبر إلى ضربة وقائية من أجل الدفاع”.
ويقول مسؤولون أميركيون وخبراء مستقلون إن شن هجوم أميركي على إيران سيؤخر البرنامج النووي لطهران ما لا يقل عن أربعة أعوام.
ونفى المسؤول أن يكون مكتب مدير الاستخبارات الأميركية جون نغروبونتي قد أعد تقويماً رسمياً يتناول على وجه التحديد الآثار المحتملة لضربة عسكرية أميركية لإيران.
من جهته، رأى مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية أمس، أن تقرير وكالة الطاقة الذرية “دليل جديد على أن النشاطات النووية الإيرانية سلمية وأنه لا دليل على انحرافها إلى هدف عسكري”.
وفي ما يتعلق بآثار البلوتونيوم، أعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، أن “مصدر هذا التلوث هو الوقود المستعمل الناتج من مفاعل الأبحاث في طهران، الذي خضع على الدوام لمراقبة الوكالة”.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)