strong>“الحل” في الشرق الأوسط، الذي بدأ في مدريد عام 1990، قد يعود إلى المدينة نفسها، مع مبادرة أوسع وأشمل، تنتظر المصادقة عليها أميركياً وأوروبياً، الأمر الذي لا يزال محل تشكيك
أطلق الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيسا الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو والإيطالي رومانو برودي أمس، مبادرة لحل الصراع في الشرق الأوسط، تدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار وعقد مؤتمر دولي للسلام، مشيرة إلى إمكان إرسال مراقبين إلى المنطقة لمراقبة هدنة.
وقال ثاباتيرو في مؤتمر صحافي، إن “السلام في الشرق الأوسط يعني إلى حد كبير السلام على المستوى الدولي. والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط يعني الاستقرار والأمن في العالم”.
واقترح ثاباتيرو، خلال لقائه شيراك في بلدة جيرونا شمالي إسبانيا، أن تُعدّ الدول الثلاث حلاًّ. وتحدثا لاحقاً مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي.
وأوضح ثاباتيرو أن الدول الثلاث تريد طرح اقتراحها على قمة أوروبية تعقد في كانون الأول، مضيفاً أن الدول الثلاث ستتعاون عن كثب مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وأضاف أنه يمكن إرسال “قوات مراقبة” لمراقبة أي هدنة يتم التوصل إليها.
ورداً على سؤال عما إذا كانت محادثات قد جرت بشأن المقترحات الأحدث مع اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، أشار ثاباتيرو إلى “دور القوى الأوروبية الثلاث في حفظ السلام في لبنان بعد الحرب”. وقال إن “هذه مبادرة تمارس من خلالها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا مسؤوليتها وواجبها تقريباً بصفتها ثلاث قوى متوسطية لها الآن قوات في لبنان”. وتابع “نعوّل على دعم ألمانيا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى. نعمل مع سولانا لحشد كل الموارد السياسية الديبلوماسية والسياسية التي نحتاج إليها”.
وقال رئيس الوزراء الإسباني، إن الخطوة الأولى هي وقف “كل أشكال العنف، بما في ذلك الإرهاب، ثم تأليف حكومة وحدة وطنية في فلسطين يعترف بها باقي العالم”. وأضاف أن على إسرائيل والفلسطينيين تبادل الأسرى وبدء حوار سياسي. وتابع “وقد يكون إرسال قوات مراقبة إلى المنطقة للتأكد من سريان وقف إطلاق النار خطوة أخرى في المستقبل”، مشيراً إلى أنه تم التخطيط لتنظيم مؤتمر يضم كافة أطراف الصراع قريباً.
وقال شيراك، من جهته: “الوضع يزداد مأساوية بمرور كل يوم”. وأعلن دعم فرنسا الكامل للاقتراح. وأضاف “دولنا الثلاث لديها الحساسيات والمصالح والمواقف الأخلاقية نفسها، وقد يمكننا المساعدة في التوصل إلى حل للمشكلة الفلسطينية ووضعه موضع التنفيذ”.
وفي روما، قال برودي إن الدول “عليها التزام البحث عن سبيل للخروج من الموقف الحالي وإعداد... عملية سلام”. وأضاف أن الاقتراح سيستخدم وجود القوات الدولية في مهمة لحفظ السلام في لبنان “نقطة انطلاق”.
إلى ذلك، دعا البرلمان الاوروبي أمس، دول الاتحاد الاوروبي إلى إرسال “مراقبين دوليين” الى غزة، على غرار تلك المنتشرة في لبنان، مطالباً الدول الـ25 الاعضاء في الاتحاد بأن “تطلق في الوقت نفسه مبادرة تتيح إرسال مراقبين عسكريين دوليين الى غزة”.
ودان البرلمان الاوروبي “الاستخدام غير المتناسب للقوة من الجيش الاسرائيلي” في بيت حانون. ودعا أيضاً الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى وضع حد لإطلاق الصواريخ التي تمثّل “هجوماً عشوائياً متعمداً يستهدف مدنيين”. وانتقد البرلمان القوى الدولية لعجزها عن التعامل مع أزمة الشرق الاوسط، مشيرين إلى تراخي الولايات المتحدة في دفع عملية السلام في المنطقة.
وبالتزامن مع دعوة البرلمان الأوروبي، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، حيث استشهد محمد حميدان (25 عاماً)، العضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، برصاصتين في الصدر اثناء وقوفه عند نافذة منزله في مخيم عين بيت الماء قرب نابلس في الضفة الغربية. كما أصيب خمسة فلسطينيين بشظايا القصف الصاروخي الإسرائيلي، الذي استهدف منزل عائلة ماضي في منطقة الشابورة في محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
د ب ا، يو بي آي)