القاهرة ــ خالد محمود رمضان
غزة ــ رائد لافي

ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس بغضب على الانتقادات التي وجهتها لها السلطات المصرية، معلنة أن المفاوضات التي ترعاها مصر لإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائلي قد انهارت بسبب التعنت الإسرائيلي، وهو ما أثار غضباً مصرياً.
وقالت مصادر مصرية، لـ“الأخبار”، إن “المفاوضات باتت متعثرة وتواجه صعوبات فنية كثيرة، لكنها لم تنهر تماماً”، مشيرة إلى أنه “ليس من اللائق أن يعلن قادة من حماس انهيار المفاوضات، بينما السلطات المصرية تواصل مساعيها فى هذا الإطار”.
وكانت “حماس” قد أعلنت على لسان المتحدث باسمها إسماعيل رضوان أن المفاوضات انهارت بعد توجه وفد من “حماس” إلى القاهرة لبحث القضية في نهاية تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن مسؤولي الحركة علموا أثناء الزيارة أن إسرائيل رفضت أحدث المقترحات للإفراج عن سجناء فلسطينيين في مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليطوتعليقاً على تصريحات رضوان، قال مسؤول مصري إن “ما أعلنه الناطق باسم حماس غير دقيق ولا يعكس الواقع الحقيقي للمفاوضات”، التي أوضح أنها لا تزال على المسار ولم تتوقف كلياً بانتظار الزيارة الحاسمة، التي سيقوم بها لاحقاً رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان إلى تل أبيب للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت.
وأوضح المسؤول نفسه أن القاهرة باتت تشعر بقلق حقيقي لغياب التنسيق بين مختلف قيادات “حماس”، وتعدد التصريحات الصادرة عنهم.
وأقر دبلوماسي فلسطيني، لـ“الأخبار”، بوجود أزمة، مشيراً إلى أن “القاهرة تشعر بأن حماس تريدها أن تتبنى وجهة نظرها على طول الخط”.
وتخشى أوساط فلسطينية من انعكاس الأزمة بين القاهرة و«حماس» على مفاوضات تأليف حكومة الوحدة الوطنية، التي استؤنفت أمس مع عودة الرئيس محمود عباس إلى الأراضي الفلسطينية.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر، بعد لقائه عباس أمس، أن الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء إسماعيل هنية سيستأنفان حوارهما في غزة، في إطار مناقشة ما بقي من نقاط في مسعى لتأليف حكومة الوحدة الوطنية.
ورداً على سؤال عن الشرط الفلسطيني المسبق بالإفراج عن الوزراء والنواب المعتقلين في السجون الإسرائيلية، أكد الشاعر أن الإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية مرتبط بعملية الإفراج هذه، و«عدا عن ذلك نكون نسبح في الهواء». وأوضح أن «إعلان تأليف الحكومة سيرتبط بقرار الحكومة الإسرائيلية».
وأوضح الشاعر أن «الكرة الآن ليست في الملعب الفلسطيني... نحن نريد أياماً فقط لا غير لتأليف الحكومة، ثم بعد ذلك تكون الكرة في ملعب كل الأطراف الدولية، من أجل أن تقول كلمتها، لأنهم دائماً يقولون إن الفلسطينيين هم الذين يعملون ضد أنفسهم، وضد العالم، والآن نريد أن نثبت للعالم أننا نعمل لمصلحة أنفسنا».
بدوره، أوضح رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن هناك أربع نقاط يجب حزمها قبل الإعلان عن تأليف حكومة الوحدة الوطنية وقبل تسلم رئيس الوزراء الجديد كتاب التكليف.
وأوضح عريقات، خلال حديث لإذاعة صوت فلسطين، «هناك فرق بين إحراز التقدم وإنجاز المهمة، فقبل الإعلان عن تأليف الحكومة يجب الإفراج عن الوزراء والنواب والانتهاء من قضية الجندي ومسألة التهدئة الشاملة والمتزامنة، وأيضاً رفع الحصار».
ومن عمان، شدد الملك الأردني عبد الله الثاني أمس على ضرورة «إعداد خطة عمل للمساهمة في إنجاح الحكومة الفلسطينية بعد إعادة تأليفها».
وأشار عبد الله الثاني، خلال لقائه رئيس كتلة فلسطين المستقلة النائب مصطفى البرغوثي، إلى «أهمية عامل الوقت في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية».
في غضون ذلك، بحث الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس وزراء الأردن معروف البخيت في القاهرة أمس الوضع العربي الحالي، ولا سيما ما يتصل بالمواقف على الساحتين الفلسطينية واللبنانية.