strong>“مذكرة اعتقال”، قد تكون شرارة لموجة جديدة من العنف المذهبي، أصدرتها أمس وزارة الداخلية العراقية بحق حارث الضاري، وسط احتدام في السجال الداخلي العراقي في شأن العلاقة مع الاحتلال الأميركي، عكس تعديلات جرت، على ما يبدو، خلال الأشهر القليلة الماضية في خريطة التحالفات السياسية في العراقتوجَّه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى انقرة امس، في زيارة بحث خلالها العديد من القضايا المشتركة والملفات الشائكة، لعل أبرزها الوضع «الكردستاني»، حيث أطلق موقفاً لافتاً في حزمه، عندما أكَّد أن كركوك ستبقى جزءاً من العراق، ليوجّه تحدياً للمطالبين بتكريد المدينة، فيما أعلن عن إجراءات مرتقبة لوضع حد للعنف في بلاده، داعياً الى إنهاء «التدخل الأجنبي».
في هذا الوقت، أصدرت وزارة الداخلية العراقية أمس مذكرة توقيف بحق رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ حارث الضاري، بتهمة “التحريض على العنف الطائفي”.
وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني قد اتهم الضاري الأربعاء بإثارة الفتن الطائفية والقومية، معرباً عن “الأسف الشديد” لوجود “بعض البلدان التي تعمل على مساعدته”.
وأكد المالكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، أن مدينة كركوك، الغنية بالنفط التي يرغب الاكراد في ضمها الى مناطقهم، «هي مدينة عراقية لا يمكن الاستغناء عنها». وقال «لن نسمح لأي مواطن، بغض النظر عن اصله الإتني، أن يتعرض للظلم. كونوا على ثقة بأن المشكلة ستحل عن طريق المصالحة».
وفي تعليق على مساعي العراقيين الاكراد للتحكم بالثروة النفطية في مناطقهم، قال رئيس الوزراء إن الموارد النفطية في العراق هي ملك الشعب العراقي برمّته. وأضاف ان «هذه الموارد ينبغي توزيعها بالتساوي على المواطنين. يجب ألا نحرم أي طائفة منها ونزيد من ثروة أخرى».
وتضم كركوك عرباً وتركمانيين أيضاً، يعارضون ضم المدينة الى المنطقة الكردية، وهي المسألة التي يمكن تقريرها عن طريق استفتاء يمكن إجراؤه مطلع العالم المقبل.
وأعلن المالكي، الذي زار مع سبعة من وزرائه تركيا ليوم واحد، أنه «تجري دراسة تفعيل مجموعة من الإجراءات خلال الايام المقبلة من أجل وقف التفجيرات والانفجارات». وأضاف «لن نسمح لجماعات معينة بتسوية الحسابات فيما بينها». وتابع أن «مسألة الامن تقلقنا ويجب أن نقول كفى للتدخل الأجنبي إذا كنا نرغب في حماية العراق. يجب أن نعيش في سلام مع جيراننا».
وأوضح رئيس الوزراء: «نحن نواجه إرهاباً لا يرحم»، مشيراً الى أن «التسوية وحدها» بين مختلف الفصائل المتناحرة في بلاده تتيح معالجة هذه «الآفة».
وتحدث المالكي، من جهة أخرى، رداً على سؤال عن إمكان إجراء تعديل وزاري في العراق، عن تغييرات «طفيفة» في تشكيلة حكومته في الايام المقبلة. وقال «لن تُجرى تغييرات رئيسية، بل تعديلات طفيفة جداً في وقت قريب».
أما أردوغان، فأشار من جهته الى أن على العراق أن يتخذ «خطوات ملموسة» للحد من نشاط المتمردين الأكراد الاتراك الذين ينطلقون من الاراضي العراقية. ميدانياً، قتل 24 شخصاً في هجمات متفرقة في العراق، بينهم تسعة من عمال أحد المخابز في بغداد، وعشرة في ديالى، فضلاً عن إصابة آخرين.
وأعلن الجيش الاميركي امس، عن مقتل أربعة من جنوده في هجمات متفرقة، ما رفع عدد القتلى الأميركين خلال اليومين الماضيين إلى 10 جنود.
إلى ذلك، اتهمت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس، المحكمة التي اصدرت حكم الاعدام عليه، بـ«عرقلة» جهودها في تقديم «لائحة تمييزية قانونية» لاستئناف قرار الحكم.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي،
د ب أ، أ ب)



أزمة المخطوفين

تواصلت أزمة المخطوفين من وزارة التعليم العالي في العراق، حيث أعلن الوزير عبد ذياب العجيلي أمس، أن الخاطفين، الذين احتجزوا عشرات الرجال من مبنى تابع لوزارته في وسط العاصمة بغداد يوم الثلاثاء الماضي، عذبوا وقتلوا بعض الرهائن، مستنداً إلى أقوال مخطوفين أُطلقوا لاحقاً.
وقال العجيلي إن نحو 70 رهينة فقط أطلقوا من بين 150 من الموظفين وزوار المبنى.
(رويترز)