ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن الرئيس الأميركي جورج بوش يريد إعداد «محاولة كبرى أخيرة» في العراق، وقد يرسل نحو 20 ألف جندي إضافي في محاولة للقضاء على العنف المتصاعد في هذا البلد.وأفادت الصحيفة أن آراء بوش تحدث «تغييراً حاسماً» على مجموعة الدراسة الخاصة بالعراق التي يرأسها وزير الخارجية الجمهوري الأسبق جيمس بيكر والنائب الديموقراطي السابق لي هاملتون، التي يتوقع الكشف عن توصياتها بعد أسابيع.
وقالت «الغارديان» إنه رغم أن عمل المجموعة لم يكتمل بعد، إلا أنه يتوقع أن تتمحور توصياتها على «استراتيجية للنصر» مؤلفة من أربع نقاط وضعها مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون) يقدمون النصائح للمجموعة.
ويجري توزيع الاستراتيجية المقترحة على شكل مسودة جرت مناقشتها في جلسات مغلقة مع بيكر ونائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، المتشدد في شأن العراق.
وتنص النقطة الأولى على زيادة أعداد الجنود الأميركيين في العراق، بدلاً من خفضها، وذلك بإرسال قرابة 20 ألف جندي لتعزيز الأمن حول بغداد بشكل خاص.
أما النقطة الثانية فتدعو الى عقد مؤتمر دولي يشارك فيه جيران العراق لتعزيز التعاون الإقليمي بهدف إعادة تأهيل العراق دولياً. وتركز النقطة الثالثة على إحياء المصالحة الوطنية بين الجماعات العرقية في العراق، بينما توصي النقطة الرابعة بإرسال مزيد من الأموال الأميركية لمساعدة هذا البلد على تعزيز قواته الأمنية.
على صعيد آخر، أبلغ قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جون أبي زيد لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أن كافة الخيارات مطروحة للنقاش حول العراق، محذراً، في جلسة استماع عقدت أول من أمس، وامتدت نحو ثلاث ساعات، العراقيين أنه ليس لديهم أكثر من ستة أشهر لإنهاء العنف المذهبي قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة. غير أن أبي زيد عارض مقترحات بإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق لتأمين البلاد والحيلولة دون اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق.
ورداً على سؤال عما إذا كانت محافظة الأنبار تحت سيطرة القوات الأميركية والعراقية، قال أبي زيد «محافظة الأنبار ليست تحت السيطرة»، معتبراً أن بغداد هي التي تقع في صلب مهمة القوات الأميركية لا الأنبار.
وفي الجلسة نفسها، رسم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) الجنرال مايكل هيدن صورة قاتمة عن العراق، معتبراً أن «الانقسامات الداخلية والصراع على السلطة بين الشيعة تجعل من الصعب على القادة الشيعة أن يتخذوا تدابير يمكنها أن تبدد مخاوف السنة».
وأشار هيدن الى أن عدد المقاتلين الأجانب في العراق لا يزيد عن 1300 وأن رجال المقاومة العراقيين من العرب السنة المشاركين في العمليات ضد القوات الأميركية، تخطيطاً وتنفيذاً، قد يزيدون عن عشرة آلاف عنصر.
(أ ف ب، الأخبار)