يطلق النجفيون على عملية فتح الباب المشبك المحيط بمرقد الإمام علي، أو الروضة الحيدرية، تسمية «الفتحة» التي تحصل مرة شهرياً في حضور علماء دين ووجهاء لاحتساب قيمة الاموال والنذور الموجودة بداخله.ولا تزال هذه الطقوس، التي تمارس من دون تغيير منذ قديم الازمنة، على حالها في الوقت الراهن، وفقاً لما يؤكده وائل الوائلي، احد أمناء الروضة الحيدرية، من مكتبه الكائن في الصحن العلوي.
ويقول الوائلي «هناك ضوابط ومراسم متبعة عند فتح شباك ضريح الامام علي: ففي البدء نبلغ مكاتب المرجعيات الدينية في النجف لإرسال مندوبين عنها، كما أن هناك لجنة خاصة في الحرم العلوي متخصصة بهذا الشأنويضيف «يحضر كذلك عدد من اعضاء مجلس المحافظة ووجهاء المدينة وقاض من المحكمة لكي يجري إعداد محضر بوجود مدير احد فروع مصرف الرافدين في النجف برفقة لجنة مخصصة، على ان تُجلب اكياس بلاستيكية مرقمة غير قابلة للفتح بعد اغلاقها إلا بتمزيقها».
ويروي الوائلي وقائع جلسة الفتحة قائلاً «تبدأ الطقوس بتلاوة آيات من القرآن وتلاوة الزيارة الخاصة بالامام علي وأداء صلاة الزيارة بعد منتصف الليل، حين يصار إلى فتح الباب المشبك وإفراغ محتوياته وعزل الفئات النقدية كل على حدة وفرز المصوغات الذهبية». ويضيف «ثم توضع في اكياس حسب النوع وبشهادة الجميع، ويوقع عليها الحاضرون، كما تصور فوتوغرافياً وبالفيديو قبل ان تودع في غرفة حصينة في الحرم العلوي. وتستمر عملية الفرز بعض الأحيان حتى ساعات الفجر الاولى».
ويتابع الوائلي «بعد يومين من الفرز، نودعها المصرف. اما المصوغات والمسكوكات الذهبية فتودع في اماكن خاصة بها، وبعد أن يُفراغ الباب المشبك من محتوياته، يأتي دور لجنة من المنظفين لغسله من الداخل وتعطيره بعطور نادرة يبقى أثرها وقتاً طويلاً، وتُجرى هذه الطقوس في الوقت الحاضر مرة كل شهر».
وعن وجوه صرف هذه الأموال، يوضح الوائلي «تُدفع رواتب لخدام الروضة الحيدرية البالغة ضعف الواردات. اما العجز الحاصل في الرواتب فتدفعه هيئة الإعمار في النجف، لأن عدد الموظفين في العتبة العلوية يناهز ألف شخص».
وفي السابق، تولّى العناية بالضريح والمرقد أسرة آل الرفيعي، بحيث كان ابناء هذه الاسرة يتعاقبون وراثياً على منصب «الكليدار» حتى إبان النظام السابق، عندما كان حيدر الرفيعي يتولّى هذا المنصب، وهو الارفع في الروضة العلوية.
وبعد سقوط النظام، احيلت هذه المهمة الى لجنة ألّفتها المرجعية الدينية عن طريق ممثلين عن كافة المراجع. فقد جرى الاتفاق بين افراد اللجنة على أن تكون ادارة الروضة الحيدرية بشكل مؤسساتي.
(أ ف ب)