قوات بدر” قريباً إلى قطاع غزة و“حماس” تشترط رفع الحصار قبل إعلان الاتفاق النهائي حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية تتقدّم باتجاه قرب التأليف، مع الإعلان عن موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على مرشح “حماس” لرئاستها، محمد شبير، إلا أن عقبة وزارة الداخلية لا تزال تحول دون الاتفاق النهائي، ولا سيما مع الإعلان عن قرب توجه “قوات بدر”، التابعة لحركة “فتح”، إلى قطاع غزة لفرض الأمن، في خطوة قد تثير أزمة جديدة. فقد أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية أمس، أن مشاركة “حماس” في حكومة الوحدة الوطنية مرتبطة بالحصول على ضمانات بأن العقوبات الاقتصادية الغربية ستنتهي فور تولّي إدارة جديدة لمقاليد السلطة.
وقال هنية للصحافيين: “نريد توثيقاً ونريد اطمئناناً أكبر. نريد أن نشعر بأنهم سيلتزمون رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني أمام هذه الخطوة الكبيرة”. وأضاف “نحن لسنا ذاهبين فقط من أجل أن نأخذ صوراً. نحن بهذه الخطوة نؤسس لوحدة وطنية حقيقية ولشراكة سياسية حقيقية”.
وأشار هنية إلى أن “حماس” و“فتح” تجريان مفاوضات عميقة ومستمرة، وأن الأمر يتطلب المزيد من الوقت قبل الانتهاء من تأليف حكومة وحدة من الفنيين. وأعرب عن أسفه لعدم ترجمة قرار وزراء الخارجية العرب بكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني على أرض الواقع، معتبراً أن “الدول العربية تتراجع، أمام السطوة الأميركية، عن تنفيذ هذا القرار”.
وكان هنية قد التقى الرئيس الفلسطيني أول من أمس في قطاع غزة، بحضور مرشح “حماس” لرئاسة الحكومة محمد عيد شبير. وأعلنت مصادر رسمية فلسطينية أمس، أن عباس قبِل ترشيح شبير لتولي رئاسة حكومة الوحدة الوطنية المزمع تأليفها، فيما ذكرت تقارير إخبارية أن خطاب التكليف، الذي سيوجهه عباس إلى رئيس الحكومة الفلسطينية المرتقبة، سيدعو إلى الاعتراف بإسرائيل بشكل غير مباشر، من خلال الاعتراف والإقرار بمبادرات السلام العربية.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى عراقيل لا تزال تقف في وجه تأليف الحكومة الفلسطينية، موضحة أن عباس يعترض على تولي “حماس” حقيبة الداخلية، ويقترح إسنادها إلى شخصية مستقلة، الامر الذي ترفضه الحركة.
وشددت المصادر نفسها على أن الجدل يدور في المفاوضات بين “حماس” و“فتح” وعباس حول الحقائب السيادية، وبينها الداخلية التي تصر “حماس” على تولّي حقيبتها، باعتبار أن أي شخصية مستقلة لن تستطيع قيادتها في ظل الظروف الأمنية الحالية.
في هذا السياق، قال السفير الفلسطيني لدى عمان، عطا الله خيري، إن هناك استعدادات لتوجه “قوات بدر” الفلسطينية الموجودة في الاردن إلى قطاع غزة للانتشار هناك في جزء من جهود تبذل لاستعادة الامن في المنطقة. وأضاف “نأمل أن تدخل قبل نهاية العام”، مشيراً إلى انه ليس هناك قرار حتى الآن بشأن مهمات تلك القوات.
وتضم “قوات بدر” نحو 1500 من العسكريين المدربين في الاردن، وأفرادها يدينون بالولاء لحركة “فتح”. وتتألف من مواطنين أردنيين من أصل فلسطيني، تلقّوا تدريبهم على أيدي القوات الخاصة في الجيش الاردني.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الشاعر أمس، أن حركتي “فتح” و“حماس” اتفقتا على اسم رئيس الحكومة الفلسطينية الجديد، لكنه لم يكشف عنه. وقال في مؤتمر صحافي في رام الله: “إن تفاصيل اتفاق تأليف الحكومة سيعلنها عباس بعد توفير الغطاء العربي لهذا الاتفاق”.
وأكد الشاعر أنه “اذا لم يرفع الحصار، فإن أي تغيير لن يحصل، وهذا متفق علية بين فتح وحماس”، مشدداً على ضرورة “الافراج عن الوزراء والنواب وإنهاء صفقة تبادل الاسرى وإنهاء ملف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الاسير في غزة”.
كما أعلن الأمين العام للمبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي، أن مشاورات تأليف
حكومة الوحدة الوطنية “وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً، حيث يجري البحث حالياً في تركيبة الحكومة الكاملة للانتهاء منها والإعلان عنها في نهاية الشهر الجاري”.
وانتقل الحوار الفلسطيني إلى دمشق، حيث توجه رئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع لإطلاع الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل على آخر الجهود المبذولة لتأليف حكومة الوحدة. وأضاف أن “هذه المهمة اوكلت إلى قريع من محمود عباس”.
وقال مشعل، من جهته، إن الحركة تربط بين تأليف حكومة الوحدة وبين رفع الحصار المالي المفروض على السلطة الفلسطينية. وأضاف لصحيفة “الأهرام” المصرية: “إذا تألفت حكومة الوحدة الوطنية ولم يرفع الحصار، فإن النتيجة الطبيعية هي انهيار السلطة الفلسطينية”.
وجدد مشعل التأكيد أن “حماس لن تعترف بإسرائيل مهما حدث، وحتى لو أقيمت الدولة الفلسطينية، إذ بأي حق نعترف بشرعية الاحتلال؟ كما يجب ألا نخضع للمنطق الأميركي والإسرائيلي”.
وكشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” موسى أبو مرزوق، أول من أمس، أن وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع قيادة الحركة في دمشق “الموضوع الفلسطيني عموماً”، نافياً أن تكون هناك مبادرة قطرية جديدة.
في هذه الأثناء، أعلن الناطق باسم الحكومة غازي حمد، أن هنية أرجأ جولة خارجية كان من المقرر أن يقوم بها اليوم إلى عدد من الدول العربية. وقال إن “تأجيل الزيارة لأيام عديدة جاء للتفرغ والمشاركة في المشاورات الجارية لتأليف حكومة الوحدة”.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب،
رويترز، يو بي آي)