غزة ــ رائد لافي
حمى مئات الفلسطينيين، بأجسادهم أمس، منزل قائد في لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة، بعدما كانت قوات الاحتلال قد قررت قصفه، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى التراجع عن هدفه، من دون أن يوقف اعتداءاته على الأراضي الفلسطينية، حيث استشهد 7 أشخاص خلال اليومين الماضيين، بينهم ثلاثة متأثرين بجروح أصيبوا بها خلال اعتداءات سابقة، في وقت واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية انتقامها على المجازر الإسرائيلية عبر قصف المستوطنات في فلسطين المحتلة عام 1948، موقعة 3 جرحى إسرائيليين، كما أعلنت إصابة 3 جنود خلال توغل في قطاع غزة.
وشكّل مئات الفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة “سلسلة بشرية” لحماية منزل محمد بارود، بعد لحظات من تلقيه اتصالاً هاتفياً من استخبارات الاحتلال بإخلائه، ما دفع الطائرات الحربية الإسرائيلية التي حلقت على ارتفاعات منخفضة فوق رؤوسهم، إلى التراجع عن القصف.
وتحوّل المنزل خلال ساعات ليل السبت ـ الأحد إلى “قبلة” لمئات الفلسطينيين، الذين تطوّعوا لحمايته، وقضوا الليل فوق سطح المبنى المكون من ثلاث طبقات، ويقطنه نحو 22 فرداً، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي وقت لاحق، شارك رئيس الوزراء اسماعيل هنيّة وعدد من قادة حركة “حماس” وفصائل أخرى، في السلسلة البشرية. ووصف هنية المبادرة الشعبية بأنها “هبّة جماهيرية باسلة”، مشيراً إلى أن “الشعب الفلسطيني يبدع في مجال المقاومة، ويبتكر أشكالاً جديدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي”.
ودعت وزارة الداخلية الفلسطينيين إلى انتهاج أسلوب “الدروع البشرية” لحماية منازل نشطاء المقاومة، مشيرة إلى أن “شهية الاحتلال ودمويته تتمادى يوماً بعد يوم”، فيما طالبت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، “المقاومين الفلسطينيين بعدم إخلاء منازلهم في حال تهديدهم بالقصف”، كما دعت الجماهير إلى تشكيل حلقات بشرية داخل المنازل المهددة بالقصف لحمايتها.
ولم تمنع الدروع البشرية الفلسطينية قوات الاحتلال من مواصلة اعتداءاتها، فكثّفت غاراتها على منازل قادة المقاومة ونشطائها، فاستشهد مسنّ في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة قائد في “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، في حيّ الزيتون في مدينة غزة، وأدت إلى إصابة عشرة فلسطينيين آخرين.
وكانت مصادر طبية فلسطينية قد أعلنت في وقت سابق عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة، متأثرين بجروح خطيرة أصيبوا بها في عمليات عدوانية إسرائيلية منفصلة. والشهداء هم: الفتى محمد أبو جلهوم (17 عاماً) والمعلمة الفلسطينية نجوى عوض اخليف (25 عاماً)، وشادي الشريف (23 عاماً)، وهو عضو في “كتائب القسام”.
واستشهد أول من أمس عضو الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، سعيد الحجوج (20 عاماً)، برصاص القوات الخاصة الإسرائيلية في قرية البدوية شمالي شرقي بيت لاهيا (شمال قطاع غزة). واستشهد في القرية نفسها الفتى ثائر المصري (16 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي.
وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح طفيفة بشظايا قذائف مضادة للدبابات في المنطقة نفسها. وأعلنت “كتائب عز الدين القسام” مسؤوليتها عن إطلاق قذيفة “ياسين” مضادة للأفراد تجاه الجنود الإسرائيليين. وأشارت إلى أن «القذيفة أصابت الهدف مباشرة وأن الطائرات الإسرائيلية هرعت إلى المكان وأطلقت النار بكثافة للتغطية على قواتها على الأرض».
وفي قلقيلية في الضفة الغربية، استشهد الفتى طارق زياد طه (17 عاماً) برصاص قوات الاحتلال.
وفي سياق رد فعل المقاومة الفلسطينية، اعترفت مصادر قوات الاحتلال بإصابة ثلاثة إسرائيليين، جروح أحدهم خطيرة، جراء سقوط صاروخين فلسطينيين على بلدة سديروت داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وأعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، مسؤوليتها عن قصف موقع “كيسوفيم” العسكري الإسرائيلي بأربعة صواريخ من طراز “قدس 2”.