تراجع رئيس الوزراء البريطاني أمس عن تصريحات له أول من أمس، قال فيها إن اجتياح العراق كان “كارثة”، فأشار متحدث باسمه إلى أن ما قاله لم يكن سوى “زلة لسان”، فيما أخذ رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد على عاتقه الرد على الزعيم البريطاني، ورفض ما نسب إليه، في ظل أزمة تدور خلف الكواليس بين بريطانيا والولايات المتحدة بشأن العراق، على خلفية تستّر واشنطن على قتل قواتها جنوداً بريطانيين. وقال المتحدث باسم بلير للصحافيين في إسلام آباد، حيث اتفق رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الباكستاني برويز مشرّف على التعاون في مكافحة الإرهاب: إن ما نسب إلى بلير “مجرد زلة لسان، فهذا يحصل له احياناً عندما يسمع نصف السؤال فقط ويريد الإسراع في الرد”.
وجاءت تصريحات بلير موضع النفي، في مقابلة اجرتها معه قناة “الجزيرة” الانكليزية، حيث رد على سؤال عما اذا كانت تلك الحرب “كارثة”، قائلاً “نعم لقد كانت كذلك”.
وأوضح المتحدث “انه لا يعتقد (بلير) بأن (الحرب في) العراق كانت كارثة. لا يعتقد أن قيام حكومة منتخبة ديموقراطياً كان كارثة. لا يعتقد أن التخلص من صدام حسين كان كارثة”. وأضاف “لكن ما يقر به هو وجود صعوبات، وهو لا يحاول بأي طريقة التقليل من هذه الصعوبات. ولو قرأتم باقي جوابه لوجدتم أن هذا ما يقوله تحديداً”.
وترددت أصداء إجابة بلير أيضاً في فيتنام، حيث قال رئيس الوزراء الأسترالي، الموجود في هانوي لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي “أبيك”: إن “المشاركة في حرب العراق كانت صعبة ومأساوية بالنسبة للعديد من الناس الذين شاركوا فيها، لكنها ليست كارثة”.
وكان بلير قد قال أيضاً، في المقابلة مع “الجزيرة”: إن “الباب مفتوح أمام إيران إذا أرادت أن تكون جزءاً من حلّ بنّاء في الشرق الأوسط”، لكنه تعهد اتخاذ موقف صارم منها إذا رفضت ذلك. وطلب من إيران وسوريا المساعدة في إرساء الاستقرار في العراق.
من جهة ثانية، قالت مصادر عسكرية إن وزير المال البريطاني غوردون براون زار أمس البصرة لتفقد الجنود البريطانيين ولقاء عدد من المسؤولين المحليين.
وتعهد براون تقديم مئة مليون جنيه إضافية (نحو 188 مليون دولار) خلال السنوات الثلاث المقبلة لإعادة إعمار هذا البلد.
إلى ذلك، أفادت صحيفة “ميل أون صندي” أمس، بأن خلافاً دبلوماسياً نشب بين لندن وواشنطن بسبب تستّر إدارة الرئيس جورج بوش على قتل جنود أميركيين وصفتهم بأنهم “حمقى” جنوداً بريطانيين في العراق.
وقالت الصحيفة إن مبعوث بوش لدى المملكة المتحدة استُدعي للمثول أمام الحكومة البريطانية اليوم لتوضيح موقف البيت الأبيض الرافض تقديم الجنود الأميركيين شهادات أمام المحاكم البريطانية عن الجرائم التي ارتكبوها في حرب العراق.
وقالت وزيرة العدل البريطانية هارييت هارمان إن “لدى بوش واجباً في قول الحقيقة إلى عائلات الجنود البريطانيين الذين قُتلوا بنيران صديقة على يد الجنود الأميركيين”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)