انتهز الرئيس الاميركي جورج بوش فرصة حضوره قمة منتدى آسيا ــ المحيط الهادئ ذات الطابع الاقتصادي في العاصمة الفيتنامية هانوي، للعمل على تأليف جبهة موحدة في وجه «التهديد» الكوري الشمالي، مؤكداً ثبات «النهج الحالي» في السياسة الخارجية الاميركية رغم خسارة حزبه في الانتخابات التشريعية النصفية.وقال مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي: «بالطبع فقد طمأن (بوش) الزعماء إلى أنه في ما يتعلق بالسياسة الخارجية لبلاده فهو لا يزال ثابتاً على آرائه وسيواصل سياسته الخارجية على النهج الحالي».
واستفاد بوش، الذي بدأ يوم الجمعة الماضي أول زيارة له الى فيتنام، من لقاءات ثنائية في كل الاتجاهات في محاولة لتوحيد مواقف الدول المعنية بالملف الكوري الشمالي (الصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية) قبل استئناف محتمل للمحادثات السداسية مع نظام بيونغ يانغ الشهر المقبل.
وقال بوش لنظيره الصيني هو جينتاو، خلال لقاء على هامش قمة «ابيك»: «ان الصين دولة مهمة جداً، والولايات المتحدة تعتقد بقوة أنه من خلال العمل معاً يمكننا المساهمة في تسوية مشاكل مثل مشكلتي كوريا الشمالية وإيران».
كما اعرب الرئيس الاميركي، بعد لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، بقوة عن رغبته في أن تكلل المحادثات السداسية المقبلة بالنجاح. وقال إن البلدين «سيواصلان التعاون في نظام الصواريخ البالستية». وتعهد بوش وابي العمل على تحقيق «نتائج ملموسة» في الازمة النووية الكورية الشمالية.
وفي ختام لقائه مع نظيره الكوري الجنوبي، اشار بوش الى «رغبة متبادلة في فرض احترام ارادة العالم بطريقة فعلية»، الا انه اضاف «نأمل تسوية المسألة الكورية الشمالية بطريقة سلمية».
لكن الرئيس الاميركي بدا من جهة اخرى متساهلاً بشأن الخلافات التي لا تزال قائمة بين واشنطن وسيول والمتعلقة بتفتيش السفن الكورية الشمالية. وأوضح المتحدث باسم بوش، طوني سنو، أن البيت الابيض يتفهم «الموجبات السياسية» الداخلية للرئيس الكوري الجنوبي والتي تمنعه من اتخاذ موقف اكثر حزماً على حد رأيه.
من جهة ثانية، قال بوش عقب محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «تحدثنا معاً عن مصالحنا المشتركة وسبل التعاون المشترك بيننا لتسوية بعض المشكلات العالمية بما فيها مشكلتا إيران وكوريا الشمالية».
في سياق متصل، حذّرت روسيا، اول من امس، المجتمع الدولي من مخاطر تضييق الخناق على ايران وكوريا الشمالية لحملهما على التخلي عن طموحاتهما النووية، كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال: «أعتقد أن على المجتمع الدولي أن يكون حذراً في الخطوات التي يتخذها، وأن يكون حازماً لكن حذراً، لحل المشكلة في شبه الجزيرة الكورية والمسألة النووية الايرانية».
وفي هانوي أيضاً، اتفق وزير الخارجية الروسي ونظيره الياباني تارو آسو على بدء الحوار بخصوص الاستقرار الاستراتيجي. وقال لافروف «إن الحوار سيتناول الموضوعات المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي وخصوصاً منع انتشار الاسلحة النووية ومكافحة الارهاب الدولي والجريمة المنظمة والمخدرات والحد من التسليح، وأيضاً المشكلة النووية الكورية».
في سياق آخر، دافع بوش أمس، عن حرية المعتقد الديني بعد أداء الصلاة في احدى كنائس هانوي متجنباً توجيه اي انتقادات الى فيتنام. وانضم الرئيس وزوجته لورا الى مصلّين من البروتستانت والكاثوليك لحضور قداس.
وشدّد بوش، بعد القداس، على اهمية الحرية الدينية معتبراً أنها من الحقوق الفردية الجوهرية. وقال: «آمل ان يتمكن الناس في جميع انحاء العالم من التعبير عن الحرية الدينية».
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد اعلنت الاثنين، عن شطب فيتنام من لائحة الدول التي تنتهك الحريات الدينية.
وهذه الدولة الشيوعية من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وقد رأت واشنطن أن الجهود التي تبذلها هانوي منذ سنتين لاحترام الحريات الدينية كافية.
وبعيداً عن العمل الدبلوماسي، زار بوش، في اليوم الثاني لرحلته إلى هانوي، المركز المشترك للتعرف إلى مصير الاسرى والمفقودين في حرب فيتنام، حيث يعمل خبراء اميركيون للعثور على رفات قتلى الحرب الاميركيين والتعرف عليها.
ولا يزال هناك اكثر من 1500 جندي اميركي مفقود منذ الحرب الفيتنامية التي راح ضحيتها نحو 58 الف اميركي وثلاثة ملايين فيتنامي.
( ا ف ب، د ب ا، اب، رويترز)