يحتدم النقاش في الولايات المتحدة حول اعتماد استراتيجية جديدة في العراق، في وقت كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن الجيش الأميركي يدرس ثلاثة خيارات: زيادة القوات، أو خفضها والبقاء مدة أطول، أو سحب كل الجنود الأميركيين من هذا البلد، في خطوة تبدو أشبه بطرح كل الخيارات، وإن كانت متناقضة، من دون القدرة على تشخيص المأزق العراقي وتبيان المخرج، ما يشير إلى تخبط كبير تعاني منه الإدارة الأميركية.واتّسعت دائرة النقاش حول المسألة وكثرت الدراسات منذ أسابيع. وينتظر قريباً صدور تقريرين رئيسيين، الأول عن مجموعة الدراسات حول العراق، التي يرأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر والنائب الديموقراطي السابق لي هاملتون، وآخر تجرى صياغته في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وأفادت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع أن مجموعة من الخبراء لدى قيادة الأركان تدرس ثلاثة خيارات تعرف بأسماء «غو بيغ» (زيادة عدد القوات) و«غو لونغ» (البقاء لفترة أطول) و«غو هوم» (العودة إلى البلاد، أو الانسحاب).
وقالت هذه المصادر إن الخبراء سيصدرون على الأرجح توصية، في مرحلة أولى وعلى المدى القصير، بزيادة عدد القوات بشكل طفيف من عشرين إلى ثلاثين ألف عنصر إضافي، وعلى المدى الطويل بالالتزام في مجال التدريب وتقديم النصح للقوات العراقية.
وأفادت الصحيفة أن خيار «غو بيغ»، أو زيادة عدد القوات، سيتطلب مئات الآلاف من القوات الإضافية من الأميركيين والعراقيين على حد سواء، وكذلك شرطة عراقية مجهزة بأسلحة ثقيلة. وقد استبعده الخبراء بعدما رأوا أن عديد الجيش الأميركي غير كاف وأن أداء القوات العراقية ليس فعالاً جداً. كما رفضت مجموعة الخبراء خيار الانسحاب الكامل لأنه سيغرق العراق في حرب أهلية دامية، بحسب الصحيفة.
في غضون ذلك، قتل 18 شخصاً في هجمات متفرقة في بغداد وبعقوبة والرمادي والموصل، أمس، بينهم اثنان من حراس وكيل وزير الصحة حاكم الزاملي لدى تعرض موكبه لهجوم في وسط بغداد. وأفاد مصدر أمني أنه تم العثور على 14 جثة مجهولة في منطقة صناعية في جنوب العاصمة أمس.
وأعلن الجيش الأميركي في بيانين منفصلين أمس، مقتل اثنين من جنوده في عمليات عسكرية في بغداد والأنبار، أول من أمس والسبت الماضي.
ودعت السعودية أمس الولايات المتحدة إلى حماية الحدود العراقية من الهيمنة الخارجية، سواء كانت سياسية أو استخباراتية أو أمنية. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي، أياد مدني، في بيان أعقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن «المملكة تؤكد على ضرورة قيام قوات الاحتلال بمسؤولياتها الدولية، تجاه حماية الحدود العراقية، والتصدي للهيمنة الخارجية».
من ناحية أخرى، وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، انتقادات لاذعة إلى شخصيات سياسية من دون أن يذكرها بالإسم. ودعا المالكي، أمام مؤتمر لقادة الفرق في الجيش العراقي، السياسيين إلى «تحمل مسؤولياتهم أسوة بأبناء القوات المسلحة وأن يكونوا شركاء حقيقيين في السراء والضراء، لا سياسيين في النهار، ومع الميليشيات والمنظمات الإرهابية والصدّاميين في الليل».
على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم الرئاسة العراقية أن الرئيس جلال الطالباني سيقوم السبت المقبل بزيارة الى طهران، حيث سيجري محادثات مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد كما انه «يتطلع» الى لقاء الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق.
وقد ألمحت مصادر برلمانية في «الائتلاف العراقي الموحد» الى احتمال انعقاد قمة ثلاثية بين إيران وسوريا والعراق في طهران نهاية الأسبوع الجاري، بدعوة من نجاد.
وأفادت مصادر مصرية أن رئيس «هيئة علماء المسلمين» في العراق حارث الضاري وصل الى القاهرة أمس، ليجري مباحثات مع المسؤولين المصريين تتعلق بتطورات الأوضاع في العراق.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس إنه تلقى تأكيدات من الطالباني والمالكي بعدم ملاحقة الضاري.
(أ ف ب، رويترز، بو بي آي، د ب أ، أ ب)