غزة ــ رائد لافي
غموض مفاوضات الحكومة الفلسطينية ازداد أمس، بعد تراجع “فتح” عن “التعليق” الذي أكدته “حماس”، بانتظار اتضاح الموقف من الأفكار المطروحة لإنهاء حالة المراوحة الفلسطينية

أمام الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، التي أدت أمس إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح عشرات آخرين، وضعت المقاومة الفلسطينية معادلة لوقف إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية في فلسطين المحتلة عام 1948، مطالبة برحيل سكان سديروت، في وقت أكدت “حماس” أمس تعليق المشاورات في حكومة الوحدة الوطنية، مشيرة إلى “عقبات”، رغم نفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي رأى أن الحوار “إيجابي”.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الشاب أيمن ضيف الله حسنين (25 عاماً)، العضو في «كتائب القسام»، والمسنّة سعدية حرز (70 عاماً)، جراء إصابتهما بعيارات نارية خلال توغل قوات الاحتلال في حي الزيتون في غزة أمس.
وبحسب شهود في المنطقة، فإن قوات الاحتلال حاصرت منزل الشهيد حسنين منذ اللحظات الأولى لعملية التوغل ودعته إلى تسليم نفسه، إلا أنه رفض واشتبك معها بالأسلحة الرشاشة قبل أن يسقط شهيداً بعدما نفدت ذخيرته، فيما اعتقل جنود الاحتلال شقيقه إبراهيم بعد اقتحام المنزل واقتادوه إلى جهة مجهولة.
كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينياً في الحادية والعشرين من عمره استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وطرحت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، مبادرة لوقف الصواريخ في مقابل رحيل سكان مستوطنة “سديروت” الإسرائيلية، بعد تبنيها عملية قصف البلدة المذكورة وإصابة ستة إسرائيليين بجروح، أحدهم في حالة “موت سريري”، بحسب اعتراف مصادر إسرائيلية.
وفي سياق حالة الفوضى الأمنية، أعلن مصدر أمني فلسطيني أن مسلحين خطفوا إيطاليين يعملان في مجال المساعدات في جنوب قطاع غزة. وأضاف إن الرجلين، اللذين يعملان لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كانا في سيارة في طريقهما إلى خان يونس عندما اعترض المسلحون طريقهما.
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الفلسطيني، قبيل مغادرته السعودية أمس، أن الحوار بين حركتي “فتح” و“حماس” لتشكيل حكومة وحدة وطنية سيستمر، ووصفه بأنه “ناجح”.
وقال عباس، بعد لقائه الملك السعودي عبد الله: “سأعود الليلة إلى غزة لمواصلة الحوار مع حركة حماس ومع بقية الفصائل الفلسطينية وممثلي منظمات المجتمع السلمي والقطاع الخاص بشأن تشكيل الحكومة الفلسطينية”، نافياً أن يكون الحوار قد علق.
ونقل مصدر رسمي سعودي عن الملك عبد الله دعوته إلى استئناف اللجنة الرباعية الدولية جهودها الساعية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف المصدر إن الملك عبد الله شدد، خلال لقائه عباس، على أهمية “وحدة الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات بين الأخوة الفلسطينيين”.
ورغم نفي عباس، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، في مؤتمر صحافي في غزة أمس، أن هناك بعض العقبات لا تزال تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مشدداً على تمسكه بضرورة التوصل إلى حكومة وحدة حقيقية على أساس وثيقة الوفاق الوطني.
ومن دمشق، أكد وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار أن المفاوضات بين حركتي “فتح” و“حماس” على تشكيل حكومة جديدة “تأجلت لأيام لدراسة المقترحات الجديدة”. وأوضح: “تحدثنا في المفاوضات عن حكومة وفاق وطني، والآن طرح تشكيل حكومة تكنوقراط، يبدو أنه لا يوجد فيها ممثلون عن حماس ولا عن فتح، وهذه خطوة جديدة وهذا الطرح يلبي شروط الرباعية”.
وأضاف الزهار إن “مواقفنا لن تتغير ... وحكومة التكنوقراط المطروحة حالياً محاولة للنزول عن سقف الاتفاق السابق بين فتح وحماس إلى سقف أقل، وهذا أمر غير مقبول لأن الحكومة التي ستشكل لا تستطيع أن تحظى بالغالبية في المجلس التشريعي ولا يوجد لها برنامج وطني متفق عليه”.
أما نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي التقى الزهار، فكرر من جهته “دعوة سوريا إلى الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوفاق الوطني”، كما نقلت عنه وكالة “سانا” السورية للأنباء.