جددت إسرائيل أمس دعوتها إلى تعزيز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، معلنة تعليق أي مبادرة سياسية على المحور الفلسطيني بانتظار أن تتضح نتائج المفاوضات بشأن حكومة الوحدة الفلسطينية.وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، في خطاب عن «الشرق الأوسط بعد الحرب في لبنان» ألقته في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «إن التوصل إلى اتفاق للوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس (مبدأ) إسرائيل آمنة إلى جوار وطن فلسطيني يبدو متعذراً في المدى القصير». وأضافت: «أعتقد أن اتفاق الوضع النهائي غير محتمل في الوضع الحالي، لكنني أعتقد أن الركود ليس خياراً».
ودعت ليفني، التي التقت أمس كلاً من رئيس الوزراء البريطاني، طوني بلير، ووزيرة خارجيته، مارغريت بيكيت، إلى تعزيز سلطات محمود عباس، مشيرة إلى أن ذلك ضروري لإنهاء المأزق في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت: «يجب إيجاد وسيلة لدعم عملية السلام على مراحل للعمل مع أبو مازن زعيماً معتدلاً وإيجاد وسيلة لتقويته ودعم عملية السلام».
ولم تذكر ليفني تفاصيل، لكنها قالت إن المهمة ليست سهلة. وأضافت إن أية عملية هي معلقة حتى تتضح نتيجة المحادثات بين عباس وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن حكومة ائتلافية. وذكّرت في هذا السياق بضرورة موافقة أية حكومة فلسطينية مستقبلية على شروط الرباعية الدولية الداعية إلى الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها ونبذ «الإرهاب»، وأكدت أن «إصرار الغرب على هذه الشروط يساعد في تقوية عباس».
ورأت ليفني أن «الوضع معقد ونحن نواجه متطرفين في السلطة... والزعماء المعتدلون هم الضعفاء وأبو مازن زعيم معتدل لكن مما يؤسف له أنه ربما ضعيف أيضاً». ورأت من جهة أخرى أن نجاح «حماس» في السلطة الفلسطينية سيرسل رسالة خاطئة إلى المتطرفين في المنطقة.
وتطرقت ليفني في كلمتها إلى الموضوع السوري، فأعربت عن تشككها بالاقتراحات التي توصلت إليها لجنة بيكر هاملتون بشأن إعادة النظر في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لجهة التحاور مع سوريا للمساعدة في تثبيت الوضع في العراق. وقالت تعليقاً على ذلك إن «الرسالة الآن يجب أن تكون أنهم إذا أرادوا (السوريون) أن يكونوا جزءاً من المجتمع الدولي فإن عليهم أن يتصرفوا. عليهم أن يوقفوا دعمهم للمنظمات الإرهابية».
وخصصت وزيرة الخارجية الإسرائيلية الجزء الأكبر من كلمتها للتحريض على إيران، فدعت المجتمع الدولي إلى أن يكون «أكثر صرامة» حيالها. ورأت أن ثمة تفاهماً على أن إيران تشكل تهديداً شاملاً وحان الوقت لفرض عقوبات قاسية عليها، موضحة أن الأسرة الدولية توجه «رسالة خاطئة» إلى طهران باكتفائها بانتقادها بشأن تجميد برنامج تخصيب اليورانيوم.
وأكدت ليفني أن إسرائيل تقاسم المعتدلين في منطقة الشرق الأوسط المصالح نفسها، ورأتت أن المفهوم القائل إن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو سبب التطرف «مجرد تضليل». ورأت أن «العالم يواجه اليوم نزاعات على القيم أكثر مما هي على الأراضي... وهذا يجري مع الأسف بينما القادة المعتدلون في منطقتنا قادة ضعفاء».
(أ ف ب، رويترز)