القاهرة ـ خالد محمود رمضان
في محاولة لتأكيد دعم الأفارقة لرفض السودان نشر قوات دولية في اقليم دارفور، التأمت مساء أمس في العاصمة الليبية طرابلس قمة سداسية مصغرة بحضور ثلاثة من الرؤساء العرب.
وشارك في أعمال القمة، التي خصصت لمعالجة ومتابعة تطورات الوضع الراهن في دارفور، كل من الرئيس المصري حسني مبارك ونظرائه السوداني عمر حسن البشير والتشادي إدريس ديبي والاريترى أسياس افورقي ورئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي، إضافة إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافيوبدأت القمة أعمالها بجلسة مغلقة بعيداً عن وسائل الاعلام، فيما قالت مصادر دبلوماسية ليبية وسودانية متطابقة إنها سعت إلى احتواء ملف الخلافات السودانية ـــ التشادية، وخصوصاً بعد تجدد الحرب الإعلامية المتبادلة بين الخرطوم وانجامينا.
واستبق مبارك والبشير والقذافي القمة الأفريقية المصغرة بعقد قمة عربية مصغرة، جرى خلالها مناقشة ملف اقليم دارفور من جهة العلاقة مع الأمم المتحدة، وكيفية ادارتها بما لا يعرض السودان لأي عقوبات دولية، ويجنبه أي مواجهة محتملة مع المجتمع الدولي، وخصوصا الولايات المتحدة، التي تقود اتجاهاً غربياً يدعو إلى نشر قوات تابعة للمنظمة الدولية لحفظ السلام في الاقليم.
كما تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية استمرار الجهود المبذولة لحل المشكلة في دارفور، وذلك انطلاقا من قمة طرابلس الأفريقية الخماسية الخاصة بالوضع في الإقليم، وتأسيساً عليها للتوصل إلى مصالحة حقيقية في دارفور، وخصوصاً بعد الاتفاق الذي تم توقيعه في طرابلس مطلع هذا الأسبوع بين حركة جيش تحرير السودان والحكومة السودانية، والذي شكل خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه في إطار حل المشكلة أفريقياً.
وبعدما انضم الرئيس التشادي الى القمة الثلاثية، خُصّص الاجتماع لمناقشة العلاقات السودانية التشادية في ضوء الاتفاقات الموقعة بين الجانبين بناءً على مبادرات القذافي باحتواء التوتر الطارئ على هذه العلاقات وإعادتها إلى طبيعتها.
وتتمسك الخرطوم بضرورة استمرار عملية حفظ السلام في دارفور بقيادة الاتحاد الأفريقي، على ان تعزّز بمزيد من الاموال ومهمات الإمداد والتموين.
وكان الزعيم الليبي قد اكد ضرورة عدم السماح بالتدخل الخارجي في السودان، «لأنه ينطوي على مخاطر على السودان وعلى دول الجوار»، مشيراً الى انه اذا جاء حلف شمال الأطلسي ووضع جنوده على حدود السودان فستكون هذه بمثابة كارثة على السودان ودول الجوار.