أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني أمس أنه قرر «الاعتكاف في منزله». وقال، لوكالة «فرانس برس»، «سأبقى في منزلي ولن أذهب إلى المكتب (في وزارة الثقافة) أو إلى مجلس الشعب إلى أن يردّ لي المجلس اعتباري الذي اغتالوه بالأمس (أول من أمس)».وكان أعضاء في مجلس الشعب، بينهم نواب «الإخوان» المسلمين ونواب في الحزب الوطني الحاكم ومستقلون وعضو في حزب «الوفد»، قد شنوا هجوماً عنيفاً على وزير الثقافة بسبب تصريحاته عن الحجاب.
وذهب بعض أعضاء مجلس الشعب إلى حدّ التعرض إلى الحياة الشخصية لحسني. وقال النائب الإسلامي المستقل رجب هلال حميدة «فليذهب للمشاركة في الاحتفالات التي تجرى سنوياً للشواذ في فرنسا».
إلى ذلك، أصرّ رئيس البرلمان المصري أحمد فتحي سرور على حضور حسني إلى مجلس الشعب لمناقشة طلبات الإحاطة المقدمة ضده. ولم تنعقد أمس لجنة الشؤون الدينية ولجنة الثقافة والإعلام داخل البرلمان بسبب عدم حضور وزير الثقافة.
وقرر سرور تحديد يوم السبت المقبل موعداً جديداً لحضور فاروق حسني. وبرّر وزير الشؤون البرلمانية مفيد شهاب عدم حضور حسني أمس بـ«تعرّضه لوعكة صحية، وارتفاع فى ضغط الدم منعه من الحضور».
ورفض البرلمان المصري أمس سحب الثقة من وزير الثقافة، رغم وجود غالبية مؤيدة للأمر، بعد تحالف نواب «الإخوان» وأعضاء الحزب الوطني، إذ شدد رئيس البرلمان على «أنه لا يجوز سحب الثقة من الوزير ألا بعد تقديم استجواب له».
وعلى أثر ذلك، تقدّم نواب الإخوان في البرلمان بطلب استجواب ضد وزير الثقافة، وأكد النائب حسين ابراهيم أن «الإخوان لن يتنازلوا عن ملاحقة وزير الثقافة». وردّ على ما أثير بأن السلطات المصرية نجحت في تحويل «الإخوان» عن قضية الإصلاحات السياسية وإشغالهم بقضية الحجاب بعد دخول المثقفين لمناصره فاروق حسني، قال ابراهيم إن «الإخوان لن ينشغلوا بقضية الحجاب ولن يعطوا المسألة أكثر من حجمها».
ولكن الباحث المسؤول عن تقرير الحالة الدينية في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية، ضياء رشوان، قال «أعتقد أن فاروق حسني نجح بحنكته السياسية داخل الحكومة المصرية باعتباره أقدم ما في وزارتها في جر الإخوان إلى معركة الحجاب، ولذلك وجدنا أن الحزب الوطني ركب الموجة مع الإخوان في انتقاد الوزير، وأعتقد أن الأمر لن يصل إلى شيء داخل البرلمان ولن تتخذ إجراءات داخل الوزارة، بل انشغل الجميع في قضية الحجاب وحدث انشقاق بين المعارضة والمثقفين خصوصاً، لاعتبار أن قضية تصريحات حسني تعدّ مسألة شخصية، وأدت رد فعل الإخوان إلى إيجاد التخوّنات القديمة من الجماعة وحركة المثقفين».
(أ ف ب، الأخبار)