يدور جدل واسع هذه الأيام، في ضاحية بانكوف ــ هاينرزدورف من ضواحي العاصمة الألمانية برلين، حول بناء مسجد جديد للطائفة الأحمدية، وخصوصاً أن البناء سيتم وفق العمارة الإسلامية المعروفة المزودة بمئذنة غير المسموح به في ألمانيا.وباستثناء بعض المساجد التي بنيت قديماً أو بقرارات استثنائية، فإن دور العبادة للمسلمين هي عبارة عن مصليات في شقق عادية لا يسمح بإطلاق الأذان خارج جدرانها الأربعة.
وكانت حركة الأحمدية، ولها بالفعل 15 مسجداً في ألمانيا، حصلت على موافقة مبدئية لإنشاء مسجد مكون من طبقتين يصل ارتفاع مئذنته إلى 12 متراً.
وقال رئيس جماعة «أي.بي.إيه.إتش.بي»، يواكيم سفيتليك، إن 90 في المئة من سكان ضاحية بانكوف ــ هاينرزدورف المسجلين والبالغ عددهم 6500 شاركوا في حملة ضد المسجد المقرر بناؤه على مساحة خمسة آلاف متر مربع من أرض خراب كان بها مصنع للمواد الغذائية ظل يعمل حتى عام 1987. وأضاف: «لا يعيش أعضاء في (جماعة) الأحمدية هنا». وتابع: «ينبغي أن يكون مكان العبادة، سواء أكان مسجداً أم كنيسة أم معبداً، وسط مجتمع. ونخشى أن ينتقل كثير من أتباع الأحمدية إلى هنا إذا بني المسجد».
وفي ظل احتدام الجدل بشأن مسألة اندماج المسلمين بالمجتمع الألماني، بدأت الحكومة الألمانية حواراً رسمياً مع المنظمات الإسلامية للتعامل مع قضايا مثل المساواة في الحقوق والخوف من الإسلام وبناء المساجد، في بلد يعيش فيه نحو 3.2 ملايين مسلم أغلبهم من أصل تركي.
غير أن المخاوف بشأن التطرف الإسلامي في أنحاء أوروبا وظهور طبقة من الشبان المسلمين المحبطين من الطبقة الدنيا في ألمانيا، أغلبهم من أصول تركية، قد زاد الشكوك بين المسلمين وغير المسلمين.
وتأسست الأحمدية في الهند في القرن التاسع عشر. ويبلغ عدد أتباعها في ألمانيا 30 ألفاً وتهدف إلى أن يكون لها 100 مسجد على المدى الطويل.
وحتى الآن لا تزال غالبية رابطات المساجد في ألمانيا البالغ عددها 2500 جماعة صغيرة تعقد اجتماعاتها في المنازل.
(رويترز)