غزة ــ رائد لافي
5 شهداء وقتيل إسرائيلي و6 فصائل تدين احتكار «فتح» و«حماس» لمفاوضات «الوحدة»


خطت العلاقة بين قطبي الحكم الفلسطيني، ممثلين بحركتي “فتح” و“حماس”، خطوة إلى الوراء، مع اتساع دائرة الخلاف بينهما، والعودة من جديد إلى “حرب التصريحات” وانتشار الفلتان الأمني، بعد ساعات على “تعليق” مشاورات تأليف حكومة الوحدة، التي يبدو أنها دخلت في “المجهول”.
وقاطعت كتلة “فتح” البرلمانية جلسة عادية للمجلس التشريعي أمس، احتجاجاً على عدم استجابة رئاسة المجلس لطلب تقدمت به قبل أسابيع لعقد جلسة طارئة لاستجواب رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وردت كتلة “حماس” البرلمانية باتهام كتلة “فتح” بتخريب متعمد للعملية الديموقراطية الفلسطينية. وحمّل المتحدث باسمها الدكتور صلاح البردويل، الرئيس محمود عباس المسؤولية الكاملة عن مقاطعة “فتح” للجلسة العادية للمجلس، مطالباً إياه بالعمل على حماية المؤسسة التشريعية الفلسطينية.
في هذا الوقت، كشف نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، ناصر الدين الشاعر، عن أن الخلاف بين الحركتين في شأن حكومة الوحدة يتركز أساساً على الوزارات السيادية الأربع، وهي الداخلية والخارجية والمالية والإعلام. وقال إن “الجدل الحاصل توقف في انتظار حسم قضية المناصب السيادية”، مشيراً إلى أنه “لا بد من شراكة حقيقية في موضوع منظمة التحرير والمحافظات والسفارات وغيرها”.
وكان المتحدث باسم “حماس” في قطاع غزة، إسماعيل رضوان، أكثر صراحة، وحمّل “بعض الرموز في الساحة الفلسطينية، ممن لا يريدون وفاقاً وطنياً، المسؤولية عن بث أجواء من التشاؤم حيال نتائج الحوارات الجارية، وكأنهم لا يريدون اتفاقاً ينهي معاناة المواطنين ويفك الحصار الظالم عن شعبهم”.
وقال رضوان لـ“الأخبار”: “عندما تصدر تصريحات توتيرية عن أشخاص من أمثال (رئيس كتلة فتح البرلمانية) عزام الأحمد، و(المستشار الإعلامي للرئيس عباس) نبيل عمرو، و(عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة) ياسر عبد ربه، فمن الواضح أن هؤلاء لا يروقهم أي تقارب بين حماس وفتح”.
ودخلت ستة فصائل فلسطينية (جبهة النضال الشعبي، وجبهة التحرير الفلسطينية، وحزب فدا، والجبهة العربية الفلسطينية، وحزب الشعب، والجبهة الديموقراطية) على خط أزمة المشاورات “المعلقة” لحكومة الوحدة، وطالبت بتوسيع “نطاق الحوار الوطني ليشمل جميع الفصائل والكتل البرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل الوصول إلى برنامج سياسي موحد وتأليف حكومة وحدة تقوم على الشراكة السياسية لا على طريق الصفقات الثنائية”، في إشارة إلى الحوار الثنائي الذي اقتصر على حركتي “فتح” و“حماس”.
وقالت الفصائل، في بيان تلاه عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، صالح زيدان، خلال مؤتمر صحافي في غزة، إن “استمرار الحوار الثنائي بين فتح وحماس بشأن تأليف حكومة الوحدة بعيداً عن القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني هو حوار احتكاري وتحكمه المصالح الفئوية، ولا يلبي الوحدة الوطنية ويؤدي إلى المحاصصة لا إلى الشراكة السياسية”.
إلى ذلك، حمّلت “كتائب شهداء الأقصى”، الجناح العسكري لحركة “فتح”، وزير الداخلية سعيد صيام مسؤولية محاولة اغتيال عضو المجلس الثوري للحركة ووزير التموين السابق عبد العزيز شاهين (أبو علي). وقالت الكتائب في بيان، إن “الأمور وصلت إلى وضع لا يمكن السكوت عنه، بعدما باتت جهات مارقة معروفة ومشبوهة تحاول اغتيال رموز وقيادات حركة فتح”.
ودعت كتائب شهداء الأقصى أجنحتها العسكرية “إلى إعدام كل من تورط وتثبت بحقه المشاركة في (محاولة) الاغتيال الجبانة”. كما دعت “عناصرها إلى الاستنفار الكامل للرد على هذه الجريمة النكراء”.
وكان مسلحون مجهولون قد أطلقوا النار مساء أول من أمس على شاهين بالقرب من منزله في مدينة غزة، وأصابوه في ساقه.
وقال عباس، بعد زيارته شاهين في المستشفى، إن “هناك فئة تلعب بالنار من خلال العبث بالأمن في الشارع الفلسطيني وتسيء للمشروع الوطني الفلسطيني”، مشيراً إلى أن الاتفاق على تأليف حكومة الوحدة الوطنية هو الطريق لضبط الأمن جيداً وبقوة حتى ينعم الشعب الفلسطيني بالأمان.
ميدانياً، أعلنت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” عن استشهاد اثنين من نشطائها هما: مسعد أحمد أبو معتق (25 عاماً)، وسامي أنور الزبدة (22 عاماً). وقالت الكتائب إن ناشطيها استشهدا خلال تصديهما لقوات الاحتلال التي توغلت فجأة أمس في بلدة بيت حانون شمال القطاع.
كما استشهد الفتى أدهم السحباني (14 عاماً) في مخيم جباليا بعد إصابته بعيار ناري في الرأس. واستشهدت ابتسام أبو مرسه (35 عاماً) في المنطقة نفسها بشظايا قذيفة دبابة إسرائيلية.
وفي الضفة الغربية، أعلنت مصادر امنية وطبية فلسطينية استشهاد فادي عمور (26 عاماً)، أحد قادة كتائب شهداء الاقصى، المنبثقة عن حركة فتح، بنيران وحدة مستعربين خاصة من الجيش الاسرائيلي في مخيم جنين.
وفي سياق العدوان، اقتحمت قوات الاحتلال منزل النائب في المجلس التشريعي عن حركة “حماس”، جميلة الشنطي، الواقع في منطقة عزبة عبد ربه، شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
في المقابل، اعترفت مصادر الاحتلال بمقتل مستوطن إسرائيلي متأثراً بجروح كان قد أصيب بها جراء سقوط صاروخ فلسطيني استهدف بلدة سديروت داخل فلسطين المحتلة عام 1948 قبل أيام.
كما أصيب أربعة جنود إسرائيليين في عملية تبنّتها “كتائب القسام” واستهدفت منزلاً حوّلته قوات الاحتلال إلى “ثكنة عسكرية”.
إلى ذلك، قال مصدر امني فلسطيني إن ايطاليين يعملان في الصليب الاحمر أطلقا في قطاع غزة ليل الثلاثاء بعد نحو ثماني ساعات من اختطافهما على أيدي مسلحين. وأضاف أن اطلاق كلوديو موروني وجيانماركو اونراتو جاء بعد تدخل ضباط أمن فلسطينيين أجروا اتصالاً بالخاطفين.
وأعربت الحكومة الايطالية والصليب الاحمر الايطالي أمس عن شكرهما للسلطات الفلسطينية بسبب دورها المهم في إطلاقهما.