اتخذ التأزم في العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ووزير دفاعه، عامير بيرتس، منحى فضائحياً بعدما كشفت تقارير إعلامية أن الأول استخدم مواد استخبارية فائقة السرية من أجل «مناكفة» الثاني. وكانت العلاقة بين أولمرت وبيرتس قد توترت بشكل لا سابق له، ووصلت إلى حدّ القطيعة الكاملة في اليومين الماضيين في أعقاب محادثة هاتفية حصلت بين وزير الدفاع ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، دفعت برئيس الحكومة إلى اتخاذ موقف متشدد مما رآه محاولة من قبل بيرتس إلى تجاوزه والقفز فوقه.
وفي ضوء حالة الغضب التي واجهه بها أولمرت، رأى بيرتس أن ما قام به لا يمثل خروجاً عن الخط السياسي للحكومة، مشدداً على أن حديثه مع أبو مازن يدخل في صلب صلاحياته لأنه يعنى بالتنسيق الأمني ولا يشكل إطلاقاً لعملية سياسية.
وفي محاولة لتخفيف حدّة الإشكال، ادّعى بيرتس أن الذي بادر إلى إجراء الاتصال هو أبو مازن، وأنه كان في موقع المجيب. إلا أن أولمرت لجأ إلى تقارير استخبارية سرية ليفند زعم بيرتس ويتهمه، عبر مقربين منه، بالكذب على رئيس الحكومة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أولمرت استخرج المعلومات التي استخدمها في إظهار كذب بيرتس من تقارير تجمعها الأجهزة الاستخبارية وتتمتع بتصنيف عالي السرية لأنها تتضمن تفاصيل من شأنها إحراج قادة وشخصيات سياسية إسرائيلية. وتسمى هذه المعلومات باللغة الاستخبارية «مواد سوداء»، وهي من النوع الذي عادة ما يطّلع عليه رؤساء الحكومة بصمت، ولا يكشفون عنها إلا في حالات نادرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المواد تنتج عن التنصت الذي تقوم به الأجهزة الاستخبارية على الجهات المعادية، وفي هذه الحالة يتعلق الأمر برئيس السلطة الفلسطينة، الذي يبدو أن أولمرت استخدم تقارير التنصت على محادثاته الهاتفية الواردة من أجهزة الاستخبارات ليكشف لبيرتس زيف ادّعائه بأنه لم يكن المبادر إلى الاتصال.
ونفى مكتب رئيس الحكومة ما أوردته «يديعوت»، ونسبت معرفتها بأمر مبادرة بيرتس إلى الاتصال إلى جهات فلسطينية، إلا أن ذلك لم يشفع لأولمرت الذي شنت عليه «يديعوت» هجوماً وصفت فيه تعاطيه مع القضية بالمخزي.
وانتقدت الصحيفة أداء الرجلين قبالة بعضهما البعض، في وقت «تتساقط فيه صواريخ القسام على سديروت، ويقوم حزب الله بعملية متسارعة لاستعادة قوته ليعود إلى تهديد الشمال، والخطر الإيراني آخذ في الاقتراب».
(الأخبار)