strong>الأمم المتحدة: 7054 مدنياً قتلوا في الشهرين الماضيينشن رئيس «هيئة علماء المسلمين» في العراق الشيخ حارث الضاري من القاهرة أمس هجوماً على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأحزاب الشيعية والكردية، برغم أن زيارته لمصر أحيطت بالكتمان من أجل عدم توتير العلاقات بين الحكومتين المصرية والعراقية.
فقد اتهم الضاري أمس المالكي بأنه «يعمل على تنفيذ مخطط تقسيم العراق رغم تظاهره بأنه يحكم بلداً وشعباً واحداً». وأضاف «كل الاحزاب الشيعية والكردية (العراقية) المشاركة في الحكم تسعى الى تقسيم العراق».
ورأى الضاري، في تصريحات للصحافيين في مقر إقامته في القاهرة، أن «رئيس الوزراء العراقي منحاز في أقواله وأفعاله ومواقفه، ولا يصلح لأن يكون رئيساً لوزراء شعب متعدد الأعراق والمذاهب والانتماءات». وقال إنه «يرفض» الجلوس إلى مائدة حوار مع المالكي «الا اذا اصلح من حاله وأوقف شلالات الدم وكف عن تحيزه للميليشيات التي تدمر المجتمع العراقي».
ورأى الضاري أن «العراق يشهد فتنة كبرى قد تكون بداية حرب أهلية»، غير أنه قال إن وزير الداخلية العراقي جواد الغولاني غير مسؤول عن أعمال الميليشيات «التي تقتل العراقيين يومياً». وأوضح أن «الميليشيات التابعة للأحزاب المشاركة في الحكومة هي المسيطرة على وزارة الداخلية، ومواجهة هذه الميليشيات هي مسؤولية المالكي».
وأشار الضاري الى أن «حلّ الوضع الراهن في العراق يكمن في إنهاء العملية السياسية الحالية والسعي الى ايجاد بديل عنها يساوي بين كل الاطراف العراقية».
وأشار الضاري الى أن «مذكرة التوقيف الصادرة بحقه لا تزال قائمة»، نافياً بذلك تصريحات متحدث باسم الحكومة العراقية اكد فيها أن أي مذكرة توقيف لم تصدر بل صدرت مذكرة تحقيق في حقه. وقال ان «هذه المذكرة لا تهمني سواء سحبت ام بقيت، لأنها تعدّ حلقة من حلقات القضاء على أي امل في تحقيق المصالحة في العراق».
ودعا الضاري، من جهة أخرى، الإدارة الاميركية إلى عدم سحب قواتها العسكرية من العراق قبل إنشاء قوة أمنية عراقية وطنية لا تدين بولائها إلى الأحزاب الشيعية والكردية.
في غضون ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت امس، أن القوات البريطانية قد تنقل السيطرة على مدينة البصرة جنوب العراق الى الحكومة العراقية مطلع العام المقبل.
وفي أوضح الاشارات من مسؤول سياسي بريطاني بارز إلى توقيت الانسحاب من العراق، قالت بيكيت، أمام مجلس العموم البريطاني في نقاش حول الشؤون الخارجية، انه سيتم تسليم محافظة ميسان الجنوبية الخاضعة للسيطرة البريطانية والتي تضم مدينة العمارة، الى العراقيين في كانون الثاني المقبل. وأضافت أن «التقدم في العملية الحالية في البصرة يمنحنا الثقة بأننا قد نتمكن من نقل السلطة في المحافظة كذلك في الربيع المقبل». وتابعت انه «من المقرر نقل السيطرة على النجف جنوباً الشهر المقبل».
وينتشر اكثر من سبعة آلاف جندي بريطاني في المناطق المحيطة بالبصرة، في إطار المشاركة البريطانية في غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في آذار 2003.
ميدانياً، قتل 37 شخصاً وآصيب آخرون بجروح في سلسلة من أعمال العنف طاولت الموصل وبغداد والاسكندرية وبعقوبة أمس، فيما أعلن الجيش الأميركي أمس، مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت آليتهم في محافظة صلاح الدين، أول من أمس، فضلاً عن وفاة جندي آخر لأسباب «لا علاقة لها بالمعارك».
من جهة أخرى، عبّرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، عن قلقها من تصاعد أعمال العنف إلى مستويات خطيرة في أجزاء عديدة من البلاد. وذكرت البعثة، في تقريرها الأخير حول حقوق الإنسان في العراق الذي يغطي شهري ايلول وتشرين الأول الماضيين، أن 7054 مدنياً قد قتلوا جراء أعمال العنف، منهم 4984 على الأقل في بغداد وحدها، مشيرة إلى أن معظم القتلى قضوا متأثرين بجراحهم الناتجة من إطلاق النار.
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإندونيسي يوونو سودارسونو امس، أن بلاده مستعدة لإرسال قوات للعمل تحت قيادة الأمم المتحدة في العراق اذا وافق المجتمع الدولي على ذلك.