strong>في موازاة الاهتمام بالملف النووي والإنذارات الغربية المتكررة، التي عرفت طهران كيف تتحاشاها باستنزاف الوقت عبر مفاوضات متواصلة لم تحقق أي تقدم يذكر حتى الان، ثمة اهتمام آخر يشغل بال الايرانيين هذه الأيام في ضوء ما يحصل من فتن مذهبية في العراق هو الخلافات السنية الشيعية، التي نبه اليها المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئيحذر آية الله علي خامنئي في طهران أمس، من محاولة «الأعداء» تحويل الحج إلى وسيلة لتصعيد الخلافات بين المسلمين وجعل الشيعة والسنة يتواجهون بعضهم مع بعض، وأوصى السعودية «بمنع نشاط مثيري الفرقة والخلاف».
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى خامنئي قوله إن الحج يجب أن يكون مرآة تعكس الاتحاد وتمهد للمزيد من التقارب بين المسلمين، محذراً من أن «الأعداء يحاولون تحويل الحج إلى وسيلة لتصعيد الخلافات بين المسلمين وجعل الشيعة والسنة يتواجهون بعضهم مع بعض».
وأشار خامنئي إلى أن «لدى البعض، بوصفهم عملاء الاستعمار، مهمة إثارة وتصعيد القضايا الخلافية في الحج». وقال إن «الزوار الإيرانيين، سواء من الشيعة أو السنة، يجب أن ينتبهوا إلى هذا الفخ الخطير وتوصيتنا للحكومة السعودية هي أن تمنع نشاط العناصر المثيرة للفرقة والخلاف».
من جهة ثانية، قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد امس إن إيران لن تقبل الانذارات الغربية في ما يتعلق بالنزاع النووي، مضيفاً لمجموعة من قوات باسيج (المتطوعين) شبه النظامية، «يعتقد (الغرب) أن الانذارات ستنال من الحكومة والشعب الايراني لكنهم يجب أن يعلموا أن إيران لن تستسلم أبداً للانذارات (المتعلقة بالشأن النووي)».
أضاف نجاد «في المجال النووي، نسير خطوة إلى الإمام كل يوم بينما يتراجع الأعداء خطوة إلى الخلف». وتابع إن سياسات الولايات المتحدة فشلت وإن «الأميركيين لم يعودوا قادرين على اتخاذ قرارات (عقلانية)»، مؤكدا أن «المقاومة تساوي الانتصار».
في هذا الوقت، رأى خبراء في واشنطن أن الولايات المتحدة قد تعتمد عام 2007 الخيار العسكري بدلاً من النهج الدبلوماسي ضد طهران وتقوم بقصف منشآت نووية ايرانية.
وقال مدير مركز “غلوبال سيكيوريتي” للتحليل حول المسائل العسكرية، جون بايك، “أعتقد انه سيقوم بذلك”، مشيراً الى النيات التي تُنسب الى الرئيس الاميركي جورج بوش في شأن مهاجمة ايران.
وأضاف بايك إن الولايات المتحدة “يمكن ان تقصف منشآت اسلحة دمار شامل الصيف المقبل”، لكن هذه العملية ستكون “محدودة” ولن يتبعها اجتياح لإيران.
أما الخبير في مركز التقدم الاميركي (وهو مركز مقرب من الديموقراطيين)، جوزف تشيرنتشوني، فعبّر من جهته عن اعتقاده بأن الخيار العسكري ضد ايران يمكن أن تعتمده الحكومة الاميركية. وقال “إنه أمر غير واقعي، لكن ذلك لا يعني أننا لن نقوم به. لقد أصبح أقل احتمالاً بعد الانتخابات، لكنه لا يزال ممكناً”.
(يو بي آي، اف ب، د ب أ)