strong>مجزرة جديدة في العراق، مسرحها مدينة الصدر، والضحايا مئات المدنيين، سالت دماؤعم على المصالحة الوطنية، التي يبدو أنها لفظت أنفاسها الأخيرة، ولم يعد يحييها إلا معجزة، قد تصبح قابلة للتنفيذ عبر حكومة وحدة وطنية تدفع هواجس الفرقاء وتعطيهم دافعاً إلى الهدوء والتعقل لتجنب مزيد من الفتنة والدماء
مجزرة جديدة استهدفت مدينة الصدر أمس، موقعة نحو 160 قتيلاً، بينهم عدد من الاطفال والنساء، وأكثر من 230 شخصاً بجروح، في أحد أكثر الأيام دموية في العراق منذ غزوه عام 2003.
وانفجرت ثلاث سيارات مفخخة، بالتتالي، في المدينة الواقعة شرقي بغداد، أعقبها سقوط قذيفة «هاون»، بفارق زمني بسيط، فيما ذكرت مصادر أن الانفجارات الاربعة ناجمة عن سيارات مفخخة ولم تسقط أي قذيفة «هاون».
وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن «أقوى الانفجارات وقع في سوق الحي الشعبي حيث يتجمهر الشبان بأعداد كبيرة. وأصبحت المنطقة بقعة حمراء من الدم، فالأحذية تناثرت في كل مكان، كما انتشرت اشلاء الضحايا في محيط موقع التفجير».
وفي أعقاب التفجيرات الدامية، أعلنت وزارة الداخلية العراقية فرض حظر تجول في بغداد، اعتباراً من الثامنة من مساء أمس وحتى «اشعار آخر».
ودانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت «الهجمات الفظيعة» في مدينة الصدر، مذكرة بأهمية التوصل الى مصالحة وطنية في هذا البلد. وأضافت أن هذه «الهجمات الفظيعة تصلح بكل بساطة للإشارة الى الأمور القليلة التي يمكن للارهابيين أن يقدموها للشعب العراقي، والى أهمية بناء مصالحة وطنية».
واتهم «التيار الصدري» القوات الأميركية أمس بقتل أربعة أشخاص «بدم بارد» وإصابة آخرين كانوا يستقلون حافلة ركاب صغيرة في مدينة الصدر أمس.
وأعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية أن خمسة أشخاص أصيبوا في وزارة الصحة، التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن مدينة الصدر، عندما أطلق مسلحون قذائف «هاون» وقذائف صاروخية ونيران بنادقهم على مجمع الوزارة.
كما قتل 12 شخصاً في هجمات في بعقوبة، فيما عثرت شرطة بابل على سبع جثث بين ناحيتي الاسكندرية واللطيفية.
واغتال مسلحون مجهولون أمس، الأمين العام لـ«الحركة الملكية الدستورية» في العراق، عبد الرضا الكناني، بعدما أطلقوا عليه النار في مدينة المنصور غربي بغداد، كما اغتيل يشوع مجيد هدايا، مسؤول «تجمع السريان» في منطقة الحمدانية التابعة لمحافظة نينوى.
وأفاد الجيش الاميركي، في بيان أمس، أن ثلاثة من جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) قتلوا في هجوم في محافظة الأنبار (غرب العراق) أول من أمس.
وأعلن مسؤول في الشرطة العراقية عن اعتقال تسعة «إرهابيين» شمال غرب كركوك فجر أمس.
وأعلن وزير الدفاع الاسترالي برندان نلسون أن قوات بلاده ستبقى في العراق على الاقل لفترة تشمل معظم العام المقبل.
في هذا الوقت، كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس، أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيجري الأسبوع المقبل محادثات مع ممثلين عن الجماعات المسلحة، في إطار الجهود التي تبذلها حكومته لإنهاء الحرب الطائفية.
وقالت «التايمز» إن المالكي «طلب من قادة التمرد إرسال وسطاء إلى مؤتمر المصالحة الوطنية لإحلال السلام في العراق، والذي سيمهد الطريق أمام عقد مؤتمر آخر خارج العراق يحتمل أن تستضيفه دمشق أو عمان ويشارك فيه قادة التمرد أنفسهم».
وأوضحت الصحيفة أن المؤتمر، الذي سينعقد ليوم واحد في الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين من تشرين الثاني الجاري، كشف عنه وزير الدولة العراقي لشؤون الحوار الوطني أكرم الحكيم، وسيحضره المالكي ومسؤولون ونواب عراقيون، إلى جانب دبلوماسيين بريطانيين وأميركيين وكبار ضباط الاحتلال، بعدما كان قد تأجل مرتين من قبل، مرة من جهة الحكومة والمرة الثانية من المعارضة العراقية.
وأشارت «التايمز» إلى أن «الجماعات الإرهابية الخارجية كتنظيم القاعدة لن تشارك في المؤتمر، الذي سيعالج مشكلة الميليشيات الشيعية، وجاء ثمرة أشهر من العمل جالت خلالها وفود من الحكومة العراقية في العواصم العربية ومن بينها القاهرة وعمان».
ووصل وزير سلاح البر في الجيش الاميركي فرانسيس هارفي الى بغداد أمس، لتمضية عيد الشكر برفقة الجنود المنتشرين في العراق، وفقاً لمتحدثة عسكرية اميركية.
ونفى مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني التقارير التي تحدثت أمس، عن أنه وصل الى العراق لقضاء عيد الشكر مع الجنود الاميركيين.
وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس، أن المروحية التي كانت تقلّ وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاولز تعرضت لإطلاق نار بعد إقلاعها من مدينة البصرة خلال عطلة الأسبوع الماضي.
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي أمس على أهمية زيارة الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى طهران السبت المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (إرنا) عن متكي قوله إن إيران ترى أن زيارة الطالباني «مهمة جداً». وأوضح متكي أن «إيران والعراق بذلا خلال الاعوام الاخيرة جهوداً مشتركة لعودة الاستقرار والامن إلى العراق»، مشيراً الى أن بلاده «تعتقد أن حالة انعدام الأمن واستمرار الاحتلال وجهان لعملة واحدة، وهما السبب في مشاكل العراق، ونعتقد أنه ينبغي النظر إلى هاتين القضيتين معاً».
وعن إمكان عقد اجتماع ثلاثي بين ايران والعراق وسوريا، قال متكي ان «جدول الاعمال لا يتضمن عقد مثل هذا الاجتماع. لكن بطبيعة الحال، هذه الفكرة ممتازة ونحن نرحب بها».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)