طهران - محمد شمص
طهران مصمّمة على بناء مفاعل “أراك” رغم رفض وكالة الطاقة مساعدتها

أعلنت إيران أمس تصميمها على بناء مفاعل “أراك” للمياه الثقيلة، رغم رفض الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساعدتها على إنجاز هذه الخطوة، في وقت نفى فيه الرئيس محمود احمدي نجاد ما نقل عن لسانه من أنه خلال عام ستؤمن ايران احتياجاتها من الوقود النووي، مشيرة إلى أن المدة التي ستستغرقها هذه العملية قد تمتد إلى أربع سنوات.
في هذا الوقت، كشف احد قادة حزب ايراني كردي محظور، لوكالة “فرانس برس”، عن “اتصالات” بين الحكومة الاميركية والاكراد المناهضين لنظام الجمهورية الاسلامية في ايران. وقال القيادي جميل باييك، من حزب الحياة الحر الكردستاني (بيجاك)، من مقره في جبال قنديل الواقعة ضمن المثلث الحدودي العراقي ــ الايراني ــ التركي، إن “الحكومة الاميركية تجري اتصالات مع حزبنا، لكنها لم تساعده فعلياً”.
وقال بيان صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الايراني إن “الصحيح أن ايران ستؤمّن، بعد اربع او خمس سنوات، احتياجاتها الحالية لمفاعلاتها النووية من الوقود النووي، ولهذا اقتضى التصحيح”.
كما نقلت قناة “العالم” التوضيح، مؤكدة أن خطأ حصل في الترجمة، وأن خلطاً وقع بين موعد الاحتفال النووي الكبير الذي سيحتفل به الشعب الايراني أواخر السنة الايرانية الجارية، وبين موعد وصول طهران الى مرحلة تأمين احتياجاتها من الوقود النووي.
وعلمت “الأخبار” من مصادر مطلعة ان وزارة خارجية احدى الدول المجاورة لإيران، والتي تستضيف قواعد عسكرية اميركية كبرى وتربطها صلات وطيدة مع الغرب، ابلغت سفيرها لدى طهران، والذي ابلغ بدوره وزارة الخارجية الايرانية، بأن ما نقل عن نجاد (اي أن الوقود النووي سيؤمّن خلال عام) أقلق الإدارة الاميركية وأثار حفيظتها كما بعض المسؤولين الغربيين المعنيين او المتابعين للملف النووي الايراني.
وفي هذا السياق، اعلن دبلوماسيون في فيينا، لوكالة “فرانس برس”، ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفضت امس طلباً ايرانياً للمساعدة على بناء مفاعل نووي يعمل بالمياه الثقيلة في اراك، جنوب طهران.
وقال المندوب الأميركي لدى الوكالة، غريغور شولت، للصحافيين: ان “مشروع اراك لم يؤجل، بل شطب بالكامل من برنامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي هذا السياق، اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي انه اذا لم تتعاون وكالة الطاقة “فإننا سنكمل بناء مشروع اراك بأنفسنا”. وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الماليزي سيد حميد البار، أن “ايران لم تطلب المساعدة من الوكالة الدولية بشأن مشروع اراك، الا انه من واجب الوكالة ان تقدم العون لهذا المشروع وسائر المشاريع النووية المدنية الأخرى”.
أما مدير وكالة الطاقة، محمد البرادعي، فقال من جهته، ان تعاون ايران المحدود منع الوكالة من احراز “مزيد من التقدم” بشأن الاجابة عن اسئلة بخصوص برنامج طهران النووي، الذي تشتبه الولايات المتحدة في انه يخفي وراءه برنامجاً لتطوير الاسلحة.
غير ان البرادعي اضاف ان ايران خطت أخيراً “خطوات في الاتجاه الصحيح” بالموافقة على السماح لمفتشي الوكالة بأخذ عينات من معدات في موقع عسكري سابق في لافيزان، وكذلك بالوصول الى ملفات في مفاعل ناتنز لتخصيب اليورانيوم.
إلى ذلك (يو بي آي)، ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية أن الباحث في المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، غيورا ريم، قال أمام منتدى في القدس المحتلة إن المسؤولين الأميركيين الكبار مشغولون بالحرب في العراق.
ورأى روم، الذي شغل في السابق منصب الملحق العسكري الإسرائيلي لدى واشنطن، في كلمة أمام المنتدى الذي يشارك فيه مسؤولون من وزارة الخارجية الإسرائيلية ومن الجالية اليهودية الأميركية، أن “مشكلات الحرب في العراق جردت بوش من صدقيته”. وأضاف “بوش لا يمتلك صدقية عسكرية. لا تخدعوا أنفسكم بالتفكير بأن لدى بوش خياراً عسكرياً (إزاء إيران). لا أعتقد أن الأميركي العادي مقتنع بأن بلاده في خطر (من طهران)، ولا تحركه الأخطار في الشرق الأوسط. بعد ثلاث سنوات ونصف السنة في العراق، فإنه لن يقتنع بالمعلومات الاستخباراتية الواردة”.
ونقل روم عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله له “إذا ما أقدم بوش على شيء ملموس فسيتهم بالخيانة”، مضيفاً “إني أرى وضعاً يمكن ان نضرب فيه إيران لا الولايات المتحدة، لكني لا أستطيع تقدير ذلك الآن”.