القاهرة ــ الاخبار
وصل الشد والجذب بين مجلس الشعب المصري ووزير الثقافة فاروق حسني إلى نقطة حرجة، ولا سيما بعد انتقاد نواب «الحزب الوطني» الحاكم قرار الوزير بالاعتكاف وعدم مثوله أمام البرلمان الا «بعد رد اعتباره».
وأعلن رئيس مجلس الشعب، أحمد فتحي سرور، رفضه فكرة «رد الاعتبار المسبّق». وقال «إنها لفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وأنا لا أريد أن أكون هنا بمثابة ضابط مطافئ، الموضوع كله مؤجل إلى أن يأتي الوزير».
وشدّد سرور على أن «الوزير ملتزم دستورياً المثول أمام مجلس الشعب، والرد على أسئلة النواب حسب المادة 174 من الدستور».
في المقابل، أصرّ أعضاء البرلمان من «الحزب الوطني» و«الإخوان المسلمين» على حضور الوزير إلى مجلس الشعب، وطالبوا بإقالته إذا رفض الحضور.
المثير أن هناك تضارباً في معالجة الحزب الحاكم لأزمة الحجاب والوزير، فبينما كانت مجموعة جمال مبارك تريد تمرير القضية بهدوء، تفضّل مجموعة «الحرس القديم» استخدام أسلوب المزايدة، حتى لا يتصدر نواب «الإخوان» المواجهة.
وتمكّن «الحرس القديم» من تغليب فكرته، واشترك فيها بعض أعضاء مجموعة جمال مبارك، وفي مقدمتهم رجل الأعمال احمد عز، الذي بدأت الحملة على الوزير بورقة منه إلى سرور.
وقاد الهجوم على فاروق حسني نجوم في الحزب الحاكم مثل رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي والوزير السابق لمجلس الشعب كمال الشاذلي، الذي قال إن «ابنته وزوجته محجبتان، وإن من تحترم نفسها ترتدي الحجاب؟»، وهو ما استفزّ صحف المعارضة، التي سألته: «هل تستطيع توجيه هذه الملاحظة إلى السيدة الأولى سوزان مبارك؟».
وكان أعضاء مجلس الشعب فوجئوا أول من أمس بانسحاب فتحي سرور وزكريا عزمي واحمد عز ووزير شؤون مجلس الشعب مفيد شهاب، في ما يشبه انسحاباً جماعياً او استدعاءً لاجتماع غير معلن.
وبينما غاب رئيس الحكومة احمد نظيف عن السجال، فإن الحزب الحاكم يحاول حالياً احتواء الأزمة. وكشفت مصادر حكومية عن ضغوط تمارس حالياً على وزير الثقافة لحضه على الذهاب إلى البرلمان والاعتذار عن تصريحاته.
في هذا السياق، أعلن حزب «التجمع» اليسارى المعارض دعمه لوزير الثقافة، واستنكر التحالف بين «الإخوان المسلمين» والحزب الوطنى ضد حسني. ورأى أن الحملة موجهة ضد حرية التعبير تقودها عناصر طالبية.
كما استنكر «الحزب الدستوري الحر» الحملة ضد وزير الثقافة. وقال رئيس الحزب، ممدوح قناوي، «كان من الأجدى للبرلمان استجواب فاروق حسني بتهمة تسطيح الثقافة المصرية واجتياح فكرة البداوة لها».