باستثناء فرنسا، لا تزال غالبية الدول الاوروبية مؤيدة للحوار مع سوريا للمساعدة في التوصل إلى حل لأزمات الشرق الاوسط رغم اجواء التوجس التي اعقبت اغتيال وزير الصناعة بيار الجميّل.وقال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أمس، إن “عدم التحدث إلى السوريين ليس الحل”.
وبالإضافة إلى سوريا، فإن برودي يؤيد الحوار مع إيران، وهي من الدول المؤثرة في الوضع في لبنان، كما في العراق وفي النزاع الفلسطيني ــ الاسرائيلي.
وضمن التوجه ذاته، ترفض مدريد تعديل سياستها الخاصة بالحوار مع سوريا، رغم اغتيال الجميل، “التي لا نرى وراءها أي منطق”، بحسب مصدر دبلوماسي اسباني.
وقالت وزارة الخارجية الاسبانية “لا أدلة في الوقت الحالي على تورط سوريا في هذا الاغتيال الذي يمكن ان يضر بموقع هذا البلد في الشرق الاوسط”.
وحذّرت بريطانيا، التي لا تريد إفشال جهودها الهادفة إلى انخراط سوريا في مبادرة سلام في الشرق الاوسط، من توجيه اتهامات سابقة لأوانها إلى دمشق.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير “في ما يتعلق بسوريا، فقد أوضحنا أن التصرفات السورية في لبنان هي أحد المعايير التي ستحدد اذا كانت دمشق تؤدي دوراً بنّاءً في الشرق الاوسط ككل ام لا”. الا أنه أضاف أن “اعادة تأكيد ذلك يجب الا يُنظر اليه على انه اشارة بأصابع الاتهام الى سوريا، لأننا يجب الا نضع الافتراضات في هذه المرحلة”.
وفي السياق نفسه، قال النائب في حزب الديموقراطيين الاحرار البريطاني، كولين بريد، إنه “من الحكمة عدم التسرع في التوصل إلى النتائج لأن سوريا نفت أي ضلوع في اغتيال الجميل”.
وفي برلين، أكدت حكومة انغيلا ميركل مراراً، أن أي حل طويل الأمد لن يكون ممكناً في الشرق الاوسط من دون مساهمة سوريا، بسبب التأثير الذي تمارسه دمشق على الكثير من أطراف النزاع.
وعلى العكس من ذلك، فإن فرنسا لا تخفي موقفها المناوئ لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الذي ترى أن الحوار معه غير ممكن منذ اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أول من أمس، إلى أن مدريد ولندن، اللتين أرسلتا أخيراً مبعوثين رفيعي المستوى الى سوريا، لم تحصلا على اي شيء في المقابل.
(أ ف ب، رويترز)