أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس استعداد بلاده لمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق، إذا ما تعهّدتا بتغيير موقفيهما وسحب قواتهما.وقال نجاد، في كلمة خلال عرض لميليشيا «الباسيج»، إن «الأمة الإيرانية مستعدة لانتشالكم من ذلك المستنقع (في العراق) بشرط واحد. عليكم أن تتعهدوا بتصحيح نهجكم». وأضاف: «عودوا وخذوا قواتكما الى ما وراء الحدود واخدموا بلادكما».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أمس إن الشعب العراقي «يدفع ثمن السياسة الخاطئة للولايات المتحدة»، وذلك بعد سلسلة الاعتداءات التي أوقعت أكثر من 200 قتيل في مدينة الصدر الخميس الماضي.
وأضاف حسيني، في اللقاء الصحافي الأسبوعي، «نشاهد يومياً ذبح أبرياء في العراق تحت أنظار القوات الأميركية». وأضاف ان «الاعتداءات الأخيرة من فعل أعداء للشعب العراقي كله، سنةً وشيعةً أو أكراداً».
ورأى المتحدث الإيراني أن «الحل الوحيد يكمن في وحدة العراقيين ورحيل قوات الاحتلال وتسليم مقاليد البلاد الى حكومة منبثقة من الشعب».
وأشار حسيني إلى أن إيران «بدأت بالتعاون مع الحكومة العراقية للمساعدة في ضمان الأمن في العراق والمنطقة». وأضاف «إذا ما دعونا إلى التعاون في هذا المجال، فسنضع في تصرف العراقيين كل قدراتنا».
وفي هذا السياق، يصل الرئيس العراقي جلال الطالباني الى طهران اليوم، لحثها على المساعدة في استقرار الوضع في بلاده.
وكان من المفترض أن يتوجه الطالباني الى إيران أمس، لكنه أرجأ زيارته بسبب حظر التجول المفروض في بغداد، الذي شمل إقفال المطار إثر اعتداءات مدينة الصدر.
وقال المتحدث باسمه في بغداد، هيوا عثمان، لوكالة «فرانس برس»، «إن الرئيس يخطط للتوجه الى إيران (اليوم) في زيارة تستغرق بضعة أيام».
وستكون الزيارة الثانية للرئيس العراقي إلى إيران بعد سنة من تلقيه تعهد القادة الإيرانيين بمساعدة بغداد في وضع حد لأعمال العنف.
وحاولت السلطات الإيرانية تحقيق خطوة لافتة عبر دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى الانضمام الى الطالباني في طهران، لكن دمشق أو بغداد، أو حتى الاثنتين معاً، رفضتا العرض على ما يبدو.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)