موسكو ــ حبيب فوعاني
ظهر «عميل آخر للكرملين» في قضية العقيد السابق في مصلحة الأمن الفيدرالية «في إس بي»، ألكسندر ليتفينينكو، هو أناطولي كيروف، الذي عمل سابقاً في السفارة الروسية في لندن.
ورغم أن ليتفينينكو أكد، في آخر مقابلة أعطاها لصحيفة «صنداي تايمز»، أن كيروف عميل للاستخبارات الروسية، وأنه كان يلاحقه دائماً، إلا أنه لم توجه إليه تهمة تسميمه.
وقد أظهر التشريح بالفعل وجود معدن «البولونيوم» المكثّف الإشعاع في جثة ليتفينينكو.
وقال والد ليتفينينكو إن «ابنه توفي من جراء قنبلة نووية صغيرة، كانت من الصغر بحيث إنها لم تـُرَ». واتهم السلطات الروسية بأنها كانت وراء موت ابنه، قائلاً: «إن نظام موسكو هو نظام خطر على العالم كله».
ويرى الخــــــبراء المختـــــصون أن هذه الكمــــية المكـــــثــــفة من الإشعــــاعات يمــــكن الحصول عليــــها فقـــــط في المخـــتبرات النوويــــة، وأن الحـــصول عليها من مصــــادر غيــــر حــــكــــوميـــــــــــــة مســــــتحـــيـــل.
وقال الرئيس السابق لمجلس الاستطلاع في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فريتس إرمارت نوه، لصحيفة «كوميرسانت» الروسية، إن الأمر هنا يتعلق بصراع داخلي بين قوى السلطة المختلفة في الكرملين، حيث يدعو بعضها إلى المواجهة مع الغرب، ويدعو البعض الآخر إلى البحث عن حلول وسط معه.
ورأى نوه أن هذه القوى تنقسم إلى جناحين، الأول «سيادي»، ويعبّر عنه ممثلو الأجهزة الأمنية، الذين خرجوا من عباءة الـ«كي جي بي»، و«الليبرالي» ويمثّله أصدقاء فلاديمير بوتين القدامى. وأضاف نوه إنه «في ضوء اقتراب انتخابات عام 2008 الرئاسية، يخشى الجناح الأول على مصالحه الاقتصادية، ويحاول الضغط على بوتين للبقاء في منصبه لفترة ثالثة، وذلك ما يحظره الدستور».
وعبّر سيرغي ياسترجيمبسكي، مساعد بوتين، عن تشكّكه في «نظرية مؤامرة» ضد الرئيس الروسي، ووصف تطابق موت منتقدي السلطة الروسية الحالية مع فترات النشاطات الدولية، التي يشارك فيها بوتين، بأنه «مثير للحذر».
ولكن ما هو أطرف من كل ذلك هو ما ظهر بعد موت ليتفينينكو في موقع إلكتروني شيشاني، قال إن ضابط الاستخبارات السابق قد اعتنق الإسلام قبيل وفاته، و«طلب احتسابه شهيداً». وأشار إلى أن شيخاً قد دعي خصيصاً لذلك وقرأ سورة «ياسين» على المحتضر.
جدير بالذكر أن أحد المقربين من ليتفينينكو نفى علمه بهذه الواقعة، ونوه بأن مريضاً في مثل هذه الحال ما كان بإمكانه أن يعتنق أي شيء وحتى البوذية.