فتحت نتائج انتخابات البحرين التشريعية، التي فازت فيها المعارضة الشيعية، الباب امام مخاوف من صراع مذهبي، سارعت جمعية الوفاق الى تبديدها عبر طمأنة السنة من تداعيات فوزها.وقلل الامين العام لجمعية الوفاق الإسلامية، التي تمثل التيار الرئيسي وسط الشيعة، الشيخ علي سلمان، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، من هذه المخاوف، مشدداً على “انها جاءت في ذروة حملة انتخابية ساخنة”. وقال “تواصلنا وحوارنا مع الاسلاميين السنة لم ينقطعا يوماً”. وأوضح “الآن هناك مساحة مشتركة مهمة بيننا هي الهموم المعيشية والاقتصادية للمواطنين، هناك تشابه وتطابق في جداول العمل. ووجودنا معاً في البرلمان سيوجد مساحات اكثر للتواصل حتى على المستوى الاجتماعي والشخصي”.
وكان القيادي في جمعية الوسط العربي الاسلامي (قوميون وإسلاميون سنة)، ابراهيم جمعان، قد رأى ان “الوفاق قد تكون مطالبة بتطمين السنة اكثر من الحكومة لأن هناك قلقاً مبرراً لدى السنة لا يمكن إغفاله”.
وقال جمعان “حتى الآن لم تستطع الوفاق كسب الشارع السني لسببين: الاول، وجود جمعيات اسلامية سنية تحمل نفس ملامح الفكر الاقصائي، والثاني هو الوضع في العراق الذي يثير مخاوف وقلقاً حقيقياً”. وأوضح: “هناك اطروحات في خطاب الوفاق لا تدعم الثقة وتدفع إلى القلق لدى السنة”، مشيراً الى أن “الحوار بين الوفاق والحكومة قد يكون اسهل من الحوار مع الاسلاميين السنة لأن الحكومة تدافع عن مصالح، فيما تعارض جداول العمل قد ينسف الهامش الصغير للتعاون بينهم وبين الاسلاميين السنة”.
ومن جهته، رأى رئيس تحرير صحيفة “الوسط” البحرينية منصور الجمري، أن الفوز الكبير لمرشحي جمعية الوفاق الوطني الاسلامية “سيؤدي الى فتح الحوار المغلق بين الحكم والمعارضة الشيعية”.
ورأى الجمري، المتحدث السابق باسم حركة احرار البحرين، “ان الوفاق ستعمل على بعث رسائل تطمين للحكومة والسنة إلى أن قرارهم محلي وأنهم مع حلفائهم الليبراليين واليسار جزء من العملية السياسية”. وأوضح: “اعتقد أنهم اذكياء لكي يفهموا ذلك، لكن اذا استمرت بعض المظاهر الظالمة وتعطل الإنجاز، فإن هذا سيوجد ضغوطاً على الوفاق من الشارع قد تدفعها إلى العناد في البرلمان”، لكنه استبعد هذا الاحتمال.
وقد حققت المعارضة الشيعية فوزاً كبيراً في الانتخابات النيابية إذ فاز 16 مرشحاً من اصل 17 في قائمة جمعية الوفاق، وذلك بحسب النتائج الرسمية التي اعلنت اول من أمس.
ومع هذه النتائج، تكون جمعية الوفاق قد سيطرت على 40 في المئة على الاقل من مجلس النواب، علماً بأن هذا المجلس المنتخب المؤلف من اربعين مقعداً، يقابله مجلس معيّن هو مجلس الشورى ويحظى بالعدد نفسه من المقاعد.
(ا ف ب)