وضعت السلطات التركية حداً للتكهنات حول لقاء البابا بنديكتوس السادس عشر ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بإعلانها أمس أنه سيعقد اليوم فور وصول الحبر الأعظم إلى مــطار أنـــقرة.وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء التركي، محمد عاكف بكي، إن أردوغان “سيلتقي البابا لدى وصوله غداً (اليوم) إلى مطار أنقرة، قبل أن يتوجه إلى لاتفيا للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي”، موضحاً أن “المحادثات ستجرى في المطار”.
ورأى المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيديريكو لومباردي، أن اللقاء هو “إشارة إيجابية جداً” و“بادرة لائقة حيال الكرسي الرسولي تلقى تقديراً كبيراً”.
وكان جدل قد بدأ يلوح في إيطاليا في احتمال عدم عقد لقاء بين البابا وأردوغان خلال الزيارة البابوية لتركيا، التي تستمر أربعة أيام، وخاصة أن رئيس الوزراء التركي كان من أشد منتقدي البابا على الكلمة التي ألقاها في ريغنسبورغ (ألمانيا) وتناول في أحد مقاطعها الإسلام.
ورأى مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة التركية، علي بردق أوغلو، في مقابلة نشرتها صحيفة “أقسام” أمس، أنه “بعد كل ما جرى، فإن زيارة البابا هي رغم كل شيء خطوة جيدة. لكن يجب ألا نعتبر هذه الزيارة بمثابة خطوة كافية لفتح باب الحوار بالكامل وإخماد النقمة بعد التصريح المؤسف”.
وكان بردق أوغلو ممن بادروا إلى إدانة الكلمة التي ألقاها البابا في 12 أيلول وتطرق في أحد مقاطعها إلى العلاقة بين الإسلام والمنطق، ورأى أن ما قاله الحبر الأعظم يعكس “الضغينة الكامنة في قلبه” ويعطي عن الإسلام “صورة مجتزأة مبنية على الأفكار المسبقة”.
وكان بنديكتوس السادس عشر يعرف بأنه “البابا المناهض لتركيا” منذ صرح، وهو لا يزال كاردينالاً، بأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سيكون “خطأً فادحاً” و“قراراً مخالفاً للتاريخ”.
إلى ذلك، وضعت قوات الأمن التركية 3000 عنصر على أهبة الاستعداد اليوم، استعداداً لوصول البابا في أول زيارة له إلى بلد مسلم منذ أن بات رئيساً للكنيسة الكاثوليكية العام الماضي.
ومن المقرر أن يلتقي البابا مسؤولين في الحكومة التركية ورجال دين في أنقرة قبل أن يتوجه إلى ابسوس واسطنبول حيث تظاهر فيها أمس عشرات الأشخاص احتجاجاً، وحيث من المقرر أن يلتقي بطريرك الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بارثولوميو الأول، ويزور متحف أيا صوفيا، الذي كان في الماضي كاتدرائية، ومسجد السلطان أحمد.
(أ ف ب، د ب أ، أ ب)