عمان ــ الأخبار
حذّر الملك الأردني عبد الله الثاني ضمنياً أمس من تبني “رؤية” رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت “للسلام”، مشيراً إلى أن عمان لن تقبل “بأي تسوية ظالمة للقضية الفلسطينية، أو أن يكون الحل على حساب الأردن”، في إشارة إلى شرط أولمرت تخلي الفلسطينيين عن حق العودة، ولا سيما أن جزءاً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في الأردن.
وشدد عبد الله الثاني، خلال افتتاحه أعمال الدورة الرابعة لمجلس الأمة الخامس عشر (مجلسي النواب والأعيان)، على أن الأردن “سيلتزم بدعم الفلسطينيين على أساس إقامة دولة مستقلة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية”.
وقال الملك الأردني إن “الحكومة تلتزم بتقديم كل أشكال الدعم الممكن للفلسطينيين من أجل استعادة حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة على الأرض الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العالمية”. وشدد على أن “الأردن لن يقبل بأي تسوية ظالمة لهذه القضية ولا بأي تسوية تكون على حساب الأردن”.
وشدد الملك عبد الله على التزام بلاده بـ“النهوض بواجباتها تجاه قضايا أمتها العربية والإسلامية”. وقال إن الأردن “سيستمر في جهوده... من أجل بلورة موقف عربي موحد تجاه هذه التحديات ومخاطبة العالم من حولنا بلغة واحدة وموقف واحد”.
وتعهد عبد الله “بتعزيز وتمتين الجبهة الداخلية وترسيخ مبادئ المواطنة والانتماء والالتزام الواضح والصريح بالثوابت الوطنية وبالنهج الديموقراطي تحقيقاً للتعددية السياسية، واحترام رأي الأغلبية”. وأشار إلى أن “الحكومة ستعمل على تلبية كافة الاستحقاقات الدستورية والسياسية المقبلة، وعلى رأسها إجراء الانتخابات النيابية والعمل على حماية حقوق الإنسان الأردني وضمان حرية الأفراد والجماعات وتعزيز مشاركة الشباب في مختلف مراحل العمل والبناء”.
وفي سياق آخر، أشار الملك الأردني، خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي بدأ أمس زيارة إلى عمان، إلى “حاجة شعوب المنطقة لإحراز تقدم حقيقي في عملية السلام ينهي دوامة العنف”.
ودعا عبد الله الثاني، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى سرعة التحرك لإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشدداً على أنه “لا مجال لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة في الأمن والاستقرار ما لم يعد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات”، مشيراً إلى دعم الأردن لكل الجهود العربية والإقليمية والدولية الهادفة إلى إحراز تقدم في عملية السلام ودفعها إلى الأمام.
ورأى عبد الله الثاني أنه “لا مجال للحلول الأحادية الجانب، التي أثبتت فشلاً ذريعاً والتي تتعارض مع جهود إحلال السلام الشامل في المنطقة”.
أما عباس، فوصف من جهته مبادرة أولمرت بأنها “إيجابية”. وأشاد، في بيان رسمي، “باستعداد أولمرت للعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194”.
ويأتي اجتماع عبد الله الثاني وعباس عشية القمة الأردنية ــ الأميركية، المقررة اليوم مع بدء زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عمان.
وكانت أنباء قد أشارت إلى احتمال لقاء بوش وعباس، نظراً لتواجدهما في عمان في الوقت نفسه، إلا أن مصادر فلسطينية استبعدت ذلك، معلنة عن لقاء بين الرئيس الفلسطيني ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في أريحا (الضفة الغربية) الخميس.
وفي إطار تحضيراته لزيارة بوش، التقى عبد الله الثاني نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ودعا “علماء الأمة الإسلامية بسنّتهم وشيعتهم الى العمل على نزع فتيل الأزمة والاقتتال الطائفي في العراق”.
وحضّ الملك عبد الله“القوى العراقية على تركيز جهودها على هدف واحد وهو إنجاح مساعي المصالحة الوطنية باعتبارها اللبنة الأساسية لإنقاذ العراق مما يواجهه وإبعاد شبح الحرب الأهلية وتعزيز ثقة الشعب العراقي بالمستقبل”.