توقّع الجيش الأميركي أن يتصاعد القتال الطائفي في العراق، خلال الأسبوعين المقبلين، في شكل يتخذ صورة أعمال قتل ثأرية، معلناً في الوقت نفسه عجزه عن هزيمة عناصر المقاومة العراقية في غرب البلاد.وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي، وليام كالدويل، في بيان، «نتوقع أن نرى مستويات عالية من العنف خلال الأسبوعين المقبلين. (تنظيم) القاعدة والإرهابيون الأجانب والمتطرفون لا يريدون ترك العراقيين وشأنهم كي يقرروا مستقبلهم».
وألقى كالدويل بتفجيرات مدينة الصدر، التي أدت الى مقتل أكثر من 200 شخص، على عاتق مؤامرة لتنظيم «القاعدة» لبث الفرقة بين السنة والشيعة.
وقال المتحدث الأميركي، في معرض شرحه، لماذا يعتقد الجيش الأميركي أن العراق لم يقع بعد في حرب أهلية، إن «الحكومة لا تزال تؤدي وظيفتها وإن قوات الأمن تعلن ولاءها للحكومة وإنه لا توجد أي جماعة تسعى لإطاحة الحكومة أو أن تحل محلها».
وذكر كالدويل، من جهة أخرى، أنه «منذ تشرين الأول 2004، قتلنا أو اعتقلنا سبعة آلاف من مقاتلي القاعدة».
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن تقرير استخباري سرّي لقوات «المارينز» أن القوات الأميركية لا تستطيع القضاء على المقاومة غرب العراق، كما لا تستطيع الحد من الشعبية المتزايدة لتنظيم «القاعدة» في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن التقرير، المؤلف من خمس صفحات، تمت صياغته في آب الماضي، يركز على محافظة الأنبار السنية غربي العراق.
وقال مسؤول استخباري أميركي رفيع المستوى، للصحيفة، إنه «منذ منتصف تشرين الثاني الجاري، لا تزال المشاكل كما هي». وأضاف ان «المشاكل الرئيسية المتعلقة بانعدام السيطرة وتزايد التمرد والإجرام» لا تزال على حالها.
وطبقاً للتقرير، فإن الوضع الاجتماعي والسياسي تدهور الى درجة أن القوات الأميركية والعراقية «لم تعد قادرة عسكرياً على هزيمة التمرد في الأنبار». وأوضحت الصحيفة أنه باستثناء نشر ما بين 15 و20 ألف جندي إضافي في المنطقة وضخ مليارات الدولارات من المساعدات فيها، «فلا يوجد ما يمكن أن يفعله الجنود الأميركيون للتأثير» على المقاومة.
ويصف التقرير تنظيم «القاعدة» في العراق بـ«منظمة مهيمنة ذات نفوذ» في المحافظة، مشيراً الى أنه «أكثر أهمية من السلطات المحلية والحكومة العراقية والقوات الأميركية، في قدرتها على التحكم في الحياة اليومية للسنة العاديين».
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس، الى تنظيم مؤتمر دولي للسلام بشأن العراق يجمع كل فئات هذا البلد، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة وفي الوقت المناسب، مؤكداً على ضرورة إشراك سوريا وإيران لحل أزمة العراق.
وقال أنان «أعتقد أن من المفيد إقامة مؤتمر يجمع الجميع، على غرار ما قمنا به في يوغوسلافيا السابقة وحالات أخرى». واستدرك «لكنني لا أعتقد أننا نستطيع تنظيم مؤتمر مماثل من دون اتخاذ مبادرات أخرى محددة، لا أعتقد أن (العراقيين) يمكنهم القيام بذلك بمفردهم في ضوء مستوى العنف، فعلى المجتمع الدولي أن يساعدهم ويعمل معهم».
ميدانياً، قتل 14 شخصاً، وأصيب العشرات، في هجمات متفرقة وقعت أمس في بغداد والمحمودية وبعقوبة، فيما أفاد الجيش الأميركي أن أحد جنوده قتل في «عمل معاد» في محافظة الأنبار أول من أمس.
وذكر الجيش الأميركي أن قواته أطلقت نيران المدفعية على أحد المنازل في مدينة الرمادي أمس، خلال اشتباك مع متمردين مسلحين، ما أدى الى مقتل خمس فتيات عراقيات.
وأعلن سلاح الجو الأميركي أمس، عدم العثور على طيار مقاتلة «اف 16» الأميركية التي تحطمت أول من أمس، خلال تقديمها دعماً في عمليات عسكرية شمال غرب بغداد.
ومدّد مجلس النواب العراقي أمس العمل بقانون الطوارئ لمدة شهر واحد يبدأ من الأول من كانون الأول المقبل في جميع أنحاء البلاد باستثناء إقليم كردستان.
(ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)