strong>الارتباك كان مسيطراً على وضع الرئيس الأميركي في استونيا وريغا، ولا سيما أنه لم يكن قادراً على تحديد الوضع في العراق، أو طبيعة الخلافات السياسية في لبنان، قبل بدء “مهمته” في المنطقة
تهرّب الرئيس الأميركي جورج بوش أمس من الإجابة عن سؤال في شأن الحرب الأهلية في العراق، حيث أقر بتدهور الأوضاع، ورغم ذلك، أصر على عدم الانسحاب “حتى إنجاز المهمة”، كما رفض إجراء محادثات مع إيران في شأن هذا البلد قبل “وقفها تخصيب اليورانيوم”، من دون أن ينسى الوضع في لبنان، متهماً أطراف مدعومة من إيران وسوريا “بتقويض الديموقراطية”.
وقال بوش، بعد محادثات مع الرئيس الاستوني توماس هندريك الفيس ورئيس وزرائه اندروس انسيب أثناء توقف في استونيا في طريقه إلى العاصمة اللاتفية ريغا للمشاركة في قمة حلف شمالي الاطلسي، “إن التفجيرات التي وقعت أخيراً في العراق كانت جزءاً من نمط متواصل منذ نحو تسعة أشهر”.
وعندما طلب منه الصحافيون توضيح الفرق بين الوضع في العراق والحرب الاهلية، لجأ بوش الى التركيز على دور العناصر المسلحة في إذكاء النزاع الطائفي. وقال “لا شك في أن الوضع صعب. هناك الكثير من العنف الطائفي يحدث في رأيي بسبب هذه الهجمات التي تشنها القاعدة، ما دفع الناس إلى القيام بعمليات الانتقام وسنعمل مع حكومة (نوري) المالكي على هزم هذه العناصر”.
وفي ما يتعلق بالانسحاب من العراق، قال بوش، في كلمة ألقاها بعد وصوله إلى ريغا، “ثمة شيء لن أقدم عليه وهو أنني لن أسحب القوات من ساحة المعركة قبل إنجاز المهمة”. ورأى أن التحالف العسكري يؤدي دوراً مهماً “في مساعدة الشعب العراقي في المهمة الصعبة لتوفير الامن لبلاده وتأمين حريته”.
واستبعد بوش الدخول في أي محادثات مع طهران إلا بعد أن تعلّق نشاطاتها الحساسة لتخصيب اليورانيوم، إلا أنه قال إنه يدعم جهود الحكومة العراقية في إجراء محادثات مع جيرانها. وقال إن «العراق بلد له سيادة ينفذ سياسته الخارجية الخاصة به». وأضاف «في ما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن ايران تعلم الطريق للجلوس معنا على الطاولة وهو أن تفعل ما قالت إنها ستفعله، أي تعليق برامجها لتخصيب اليورانيوم بشكل يمكن التحقق منه».
وأضاف بوش “إحدى النتائج التي يريدها العراقيون هي أن يتركهم الإيرانيون بحالهم. اذا أرادت إيران التدخل في بلادهم، فيجب أن يكون ذلك بشكل إيجابي بتشجيع السلام. هذه هي الرسالة التي بعث بها العراقيون إلى الإيرانيين. هذه هي الرسالة التي أوضحها رئيس الوزراء المالكي، إنه يتوقع من الجيران ان يشجعوا التطور السلمي لبلده”.
وتابع بوش أن أحد مخاوفه من النظام الإيراني “هو رغبتهم في تطوير أسلحة نووية، ويجب أن تقلقوا أنتم لذلك أيضاً. إن فكرة امتلاك هذا النظام لأسلحة نووية وتمكّنه من ابتزاز العالم غير مقبولة من الدول الحرة، لذلك نحن نعمل من خلال الأمم المتحدة على إرسال رسالة واضحة بأن الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والولايات المتحدة وروسيا والصين لا تقبل رغبتهم في امتلاك أسلحة نووية”.
وأوضح بوش أن سؤاله للمالكي سيكون “ماذا نحتاج من أجل النجاح؟ ما هي استراتيجيتك للتعاطي مع العنف الطائفي؟ سأؤكد له أننا سنستمر في مطاردة القاعدة لكي نضمن أنهم لن ينشئوا ملاذاً آمنا في العراق”.
وفي شأن الوضع في لبنان، قال بوش إن سبب العنف فيه هو أن “هناك ديموقراطية فتية في لبنان يقودها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وهذه الحكومة تقوّضها قوى متطرفة تشجعها سوريا وإيران. لماذا؟ لأن الديموقراطية ستكون هزيمة كبرى لأولئك الذين يطرحون وجهات نظر متطرفة”.
أضاف بوش إن “البعض يتشككون في ما إذا كان الناس في تلك المنطقة مستعدين للحرية أو يريدونها بشدة أو لديهم الشجاعة للتغلب على قوى التشدد الشمولي.. أنا أتفهم هذه الشكوك لكنني أختلف معها”.
من جهة ثانية، شدّد الرئيس الاميركي في ريغا على أن “باب الحلف الأطلسي مفتوح أمام جورجيا وأوكرانيا”، مشيراً الى ضرورة زيادة تعاون الحلف مع روسيا المجاورة التي تشعر بالقلق من توسيع الحلف.
وأشار بوش إلى “أن جورجيا تريد هي أيضاً الانضمام إلى الحلف. وما دامت تسير في درب الإصلاح، سنظل ندعم طموح جورجيا في أن تصبح عضواً في الحلف الأطلسي”. وتابع “إن موقفنا واضح: الديموقراطية تترسخ في أوكرانيا وقادتها يقومون بإصلاحات حيوية، إن الانتماء الى الحلف الأطلسي سيكون متاحاً أمامها إذا اختار الأوكرانيون ذلك”.
وتشعر روسيا بالقلق من دخول الجمهوريات السوفياتية السابقة الأطلسي.
وقال بوش “نحن ندرك أن روسيا بلد أساسي ومهم وأنه من مصلحتنا زيادة التعاون مع روسيا في مجالات مثل مكافحة الإرهاب ونشر أسلحة الدمار الشامل”.
وحضّ بوش الدول الأعضاء في الأطلسي على تزويد قادة الحلف بالقوات اللازمة لتحقيق أهداف الحلف في أفغانستان. وقال “يجب أن تقبل الدول الأعضاء بمهمات صعبة إذا كنا نتوقع تحقيق نجاح”.
وأشار بوش إلى ضرورة إحداث تغيير في الحلف، موضحاً أن “الخطر تغير ويجب أن تتبدل قدراتنا مع الخطر إن كان الحلف الأطلسي سيستمر في أداء دوره”.
(أ ب، أ ف ب، د ب ا،
يو بي آي، رويترز)