أسقطت الإدراة الأميركية من حسابها كل المقترحات التي قد تخرجها من المستنقع العراقي، لتلجأ، في نهاية المطاف، الى «الهرب» من محافظة الأنبار العراقية، بعدما أقرّت بصعوبة سيطرتها عليها وحماية قواتها في أنحائها.وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه يجري بحث مسألة سحب قوات الاحتلال الأميركية من محافظة الأنبار ونقلها إلى بغداد، بعدما أكدت تقارير سرية أعدها قادة عسكريون أميركيون في العراق فشل قوات مشاة البحرية (المارينز) في التغلب على المقاومة في هذه المنطقة وتزايد أعداد القتلى في صفوف قوات الاحتلال الأميركي هناك.
وأفادت شبكة التلفزة الأميركية «إي بي سي» أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال بيتر بيس ينظر في نقل المسؤولية الأمنية عن الأنبار إلى القوات العراقية ونقل القوات الأميركية الموجودة هناك إلى بغداد.
ونقلت «إي بي سي» عن مسؤول عسكرى أميركي كبير قوله «إذا لم يكن فى استطاعتنا أداء عملنا هناك بشكل أفضل، فما المنطق من وجودنا؟».
لكن بيس قال أمس «لا مشاريع فورية لسحب كل قوات التحالف من محافظة الأنبار ونقل كل المسؤوليات الأمنية منذ الآن الى قوات الأمن العراقية».
ويتمركز فى محافظة الأنبار نحو 30 ألف جندي أميركي، غالبيتهم من المارينز، حيث يواجهون أشرس معارك مع المقاومة التي قتلت من جنودهم في الأنبار وحدها 1055 جندياً على الأقل منذ غزو العراق، ما يجعلها أكثر المناطق دموية بالنسبة إلى القوات الأميركية.
من ناحية أخرى، أعرب خلف وزير الدفاع الاميركي المستقيل دونالد رامسفيلد أنه يؤيد فكرة عقد مؤتمر دولي في شأن العراق تشارك فيه إيران وسوريا، بحسب تصريحات خطية نشرتها صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» أمس.
وقال روبرت غيتس، في رده على مجموعة أسئلة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنه يؤيد فتح حوار مع دمشق وطهران، وهو أمر كانت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تتجنبه حتى الآن.
وقال غيتس، الذي قد يثبّته الكونغرس في الخامس من كانون الاول المقبل، «حتى خلال أسوأ حقب الحرب الباردة، حافظت الولايات المتحدة على الحوار مع الاتحاد السوفياتي والصين وأعتقد أن قنوات الاتصال لديها ساهمت الى حد كبير في تسوية الكثير من الأوضاع المعقدة والصعبة». وأضاف إنه «ليس من الضروري إطلاق (حوار) أحادي مع سوريا. يمكن على سبيل المثال دعوة سوريا إلى المشاركة في مؤتمر إقليمي». وتابع أن «فتح حوار مع ايران قد يجري في إطار مؤتمر دولي».
ميدانياً، قتل 26 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات متفرقة وقعت أمس في بغداد وبعقوبة والموصل وكركوك وسامراء، فيما عثرت الشرطة في ناحية بلدروز على جثث 26 شخصاً كانوا قد تعرضوا لعملية خطف جماعية قبل ثلاثة أيام في ناحية كنعان، قرب بعقوبة.
وأعلن الجيش الاميركي أمس مقتل اثنين من جنوده، أحدهما في انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربة شمالي بغداد أول من أمس، فيما توفي الآخر أمس جراء جروح أصيب بها «خلال عملية عسكرية» في محافظة الأنبار.
إلى ذلك، دعا زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار البريطاني المعارض، امنزيس كامبيل، الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الى الاعتراف بفشل استراتيجيتهما في العراق. وحث كامبيل، في بيان له أمس، على «تبني خطط لسحب قوات التحالف من العراق على مراحل بأسرع وقت ممكن».
(الأخبار، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي، أ ب)