حيفا ــ فراس خطيب
وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس أمس أداء جيشه وإنجازاته خلال الحرب على لبنان، بأنها «متوسطة»، مقراً بأن «أحداً من القياديين الإسرائيليين لم يقدر بأن الحرب على لبنان ستصل إلى ما وصلت إليه».
وقال حالوتس، لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه لن ينتظر لجنة تحقيق تقول له ماذا يفعل، مشيراً إلى «أن المواجهات في الجنوب (غزة) أقرب من المواجهات في الشمال مع لبنان».
ووصفت الصحيفة حالة حالوتس بأنَّها «صعبة للغاية»، مشيرة إلى أنه «يبدو متعباً، يتحدث ببطء، ويفكر بكل كلمة قبل أن يقولهاوأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن حالوتس «لم يعتد على الفشل، وخصوصاً أنه كان قائداً ناجحاً لسلاح الجو، وقائد أركان ممتاز أثناء فك الارتباط»، موضحة أنه «يتعرض اليوم إلى هجوم جماهيري لم يتعرض له قائد أركان جيش من قبله، وخصوصاً أن جنود الاحتياط يطالبونه بالاستقالة، و63 في المئة من الإسرائيليين لا يثقون به، وجنرالات في الجيش يحاسبونه سراً وعلناً، بسبب حرب لبنان الثانية».
ووصف حالوتس فترة الحرب بأنَّها «الأصعب في حياته»، مشيراً إلى أنَّ «القضية ليست متعلقة بكيف أبدو من الخارج. القضية هي كيف أشعر من الداخل، وأنا أشعر شعوراً صعباً على الصعيد الشخصي أيضاً».
وقال حالوتس: «هذا الشعور يترجم بأشكال مختلفة أولها في داخلي وجسدي وباطني. هناك شعور بالمسؤولية، بثقل المسؤولية. وهذا أمر لا أستطيع مقارنته بأي شيء عشته في الماضي. أفكر طوال الوقت بما جرى. أحقق مع ذاتي وأسترجع ما كان لوحدي وأسأل نفسي أسئلة كثيرة».
واستطرد حالوتس: «أسال نفسي: هل كان من الممكن أن نفعل هذه الأمور بشكل مختلف؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فكيف كنا سنفعلها؟ هل الطريق التي اتخذناها صحيحة من ناحية عسكرية؟ وهل اتخاذ القرارات من ناحيتي كان صحيحاً؟ أسأل نفسي كيف ولدت الفجوة بين التوقعات والواقع؟ بين ما قلته وكيفية قبوله وتفسيره؟ لأن الفجوة بين التوقعات هي التي تفسر حجم الخيبة».
وقال حالوتس إن الحكومة الإسرائيلية، في جلستها في 12 تموز، لم تعرف «حجم الحملة»، مضيفاً: «كان التقدير بأن يرد حزب الله بضرب الكاتيوشا. ولكني لم أعرف أن هذه الوضعية ستصل إلى حرب بهذا الحجم قبالة حزب الله».
وقرأ حالوتس، من دفتر مذكراته، ما قاله في جلسة الحكومة: «يجب علينا العمل داخل لبنان. ممنوع أن نسمح للإرهاب بأن يقطف ثماراً. سيرد حزب الله بضرب المناطق الإسرائيلية. ومن الصواب ألا نحدد عملياتنا ضد حزب الله فقط. إنما العمل ضد الدولة اللبنانية. الهدف المطلوب هو أن نؤثر على الرأي العام الدولي كي يتحرك، والوصول إلى لبنان من أجل تغيير الأشياء».
وأوضح حالوتس أنه لم يقل «إن العملية العسكرية ستعيد الجنديين المختطفين»، مشيراً إلى أن «الحكومة الإسرائيلية تحدثت عن حملة تستغرق أياما».
ورداً على سؤال عن الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، وكيف أدخل قوات جوية إلى عمق لبنان، قال حالوتس: «كل القوات في الميدان استمرت في العمل. فمن الممكن حتى وقف إطلاق النار أن تتجدد أمور كثيرة، منها إلغاء القرار. وفي كل الأحوال، عملت القوة في الميدان وقائد اللواء قدّر بأن هنالك حاجة لطائرات تساعده. فكان علينا تمكينه من إدارة الحرب وتوظيف الأدوات له من أجل أن يفعل هذا»، إلا أن حالوتس لم يبدِ «ندماً» على ما حصل، في نهاية المقابلة.