القاهرة ــ خالد محمود رمضان
استبق الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني أمس، زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المرتقبة إلى الشرق الأوسط، وعقدا “قمة خاطفة” استهدفت “إحياء عملية السلام” ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسط تسرّب تقارير عن رفض البلدين رئاسة القيادي في “حماس” إسماعيل هنية للحكومة الفلسطينية.
وعكست تركيبة وفد الأردن المرافق لعبد الله الثاني مدى الأهمية التي يوليها الأردن لهذه القمة، حيث ضم الوفد كلًّا من رئيس الوزراء معروف البخيت ومدير مكتب الملك باسم عوض الله ومستشاره الخاص فاروق القصراوي ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي.
وقالت مصادر مصرية إن القمة تطرقت إلى المساعي التي تبذلها مصر لتأمين عقد صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد للصحافيين عقب القمة، إن “مبارك ابدى قلقه البالغ من التطورات في غزة وأبدى اسفه للاشتباكات التي وقعت أمس، وأكد أن الاقتتال الفلسطيني خط احمر لا ينبغي تجاوزه على الاطلاق”.
وأضاف عواد أن مبارك اكد أن “اتصالات مصر بالاطراف الاقليمية والدولية لتحريك عملية السلام تصطدم بالواقع المؤلم الراهن على الساحة الفلسطينية”. وتابع أن الرئيس المصري “تساءل اكثر من مرة (خلال المباحثات) كيف يمكن أن نطالب المجتمع الدولي بقواه العظمى بالتحرك والسعي الجاد لإعادة اطلاق عملية السلام ونواجه بتساؤلات المجتمع الدولي عن التشرذم الراهن بين الفلسطينيين”.
وقال عواد إن مبارك شدد على أن “اللحظة الراهنة تعدّ لحظة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين ان يتحدثوا بصوت واحد ليثبتوا أن هناك شريكاً فلسطينياً”.
وأوضح ان الرئيس المصري والملك الاردني أكّدا “دعمهما للسلطة الفلسطينية ورئيسها المنتخب محمود عباس، ولتأليف حكومة وحدة فلسطينية (من اجل) توحيد الصف الفلسطيني والتحدث بصوت واحد وتمهيد الطريق للعودة الى مائدة المفاوضات”.
ورداً على سؤال اذا كان مبارك وعبد الله الثاني قد بحثا الموضوعات التي ستناقش خلال زيارة وزيرة الخارجية الاميركية إلى المنطقة، قال عواد إن “مبارك تطرق ليس فقط الى الجهود التي تبذلها مصر مع الولايات المتحدة ولكن كذلك إلى كيفية مطالبتها بالسعي الجاد والنزيه لإحياء عملية السلام” في ظل ما يجري على الساحة الفلسطينية.
وقبل القمة المصرية ــ الأردنية، حذّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ما سماه “تيار التشدد الفلسطيني من ساعة لا ينفع فيها الندم”، قائلاً إن الفلسطينيين الذين يقاومون المفاوضات ويعوقون السعي النشط للتوصل إلى الحفاظ على “ما بقي من مصالح” سيندمون، في إشارة واضحة إلى حركة “حماس”.
إلى ذلك، نقل تقرير عن مصدر فلسطيني مطّلع قوله إن مصر والاردن تتحفظان على أن تولّي إسماعيل هنية رئاسة الحكومة الفلسطينية المقبلة. ونسبت صحيفة “المصري اليوم” اليومية إلى المصدر إشارته إلى أن الولايات المتحدة تتحفظ هي الاخرى على تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية بقيادة حركة “حماس”.
وأضاف المصدر أن الادارة الاميركية تطالب بضرورة موافقة “حماس” على شروط اللجنة الرباعية. وتشترط اللجنة على أي حكومة فلسطينية نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية معها سابقاً.