مقديشو، القاهرة ــ «الأخبار»
واصلت الميليشيات المسلحة للمحاكم الإسلامية الصومالية تعزيز مواقعها العسكرية في المناطق القريبة من الحدود مع كل من كينيا وإثيوبيا، حيث استولت، بعد قتال محدود، على قريتي كالابار وجوال القريبتين من الحدود مع اثيوبيا، كما هيمنت على مدينة افجول في إقليم شابيلا الوسطي جنوب البلاد.
وأثارت هذه التطورات مخاوف كينيا وإثيوبيا المجاورتين للصومال، حيث نشرتا أمس مئات الآلاف من قواتهما العسكرية على طول الحدود المشتركة مع الصومال، بالتزامن مع وضع قوات جمهورية أرض الصومال الانفصالية في حالة تأهب، بينما أصدرت إدارة البونت لاند (أرض اللبان) مرسوماً يقضي بمنع دخول أية عناصر إسلامية إليهاوبدأت المحاكم الإسلامية عملية تقويم ومراجعة واسعة النطاق لطبيعة تنظيمها، في مستوييه السياسي والعسكري تأكيداً لتصاعد سلطتها ودورها فى الأزمة الصومالية. وأبلغ رئيس المحاكم الإسلامية الشيخ حسن طاهر عويس «الأخبار» عن توحيد «المحاكم»، التي يصل عددها إلى 27 «محكمة»، تحت راية محكمة شرعية واحدة ستتولى تنفيذ القانون وفرض النظام وضمان الأمن للجميع وفقاً للشريعة الإسلامية بطريقة عادلة.
كما كشف عويس عن بدء عملية لإنشاء جيش موحد يضم كافة العناصر والميلشيات المسلحة التابعة للمحاكم الإسلامية أو الموالية لها، مشيراً إلى أن هذه العملية تسير باحتراف لضمان خضوع هذه القوات لقيادة موحدة، بما يضمن سرعة عملها وتنفيذها ما وصفه بالمهمات الكبيرة والمسؤوليات الثقيلة الملقاة على عاتقها في المرحلة المقبلة.
وقال عويس إن ما حققته المحاكم الإسلامية من إنجازات سريعة في السيطرة على المزيد من المدن سلماً وحرباً، ونجاحها في دحر أمراء الحرب وزعماء الميليشيات من مناطق صومالية عديدة، يوجب إعادة النظر في الطريقة التي تدار بها المحاكم. لكنه نفى عزمه تأليف سلطة موازية للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف وتتخذ من مدينة بيداوة الجنوبية مقراً لها.
في المقابل، عقدت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالصومال، والمنبثقة عن القمة العربية اجتماعاً في القاهرة على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتدارس تطورات الوضع الراهن فى الصومال. وتضم اللجنة 12 دولة عربية، هي مصر والصومال والسودان وسلطنة عمان والسعودية واليمن وجيبوتي وليبيا وتونس والجزائر وسوريا والأردن.
وأعلن الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية احمد بن حلي، أن هناك مبادرة عربية لعقد اجتماع تنسيقي للمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالقضية الصومالية، وهي الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي، في مقر الأمانة العامة للجامعة للتنسيق والتشاور لدعم جهود المصالحة وتحقيق السلام في الصومال.
وأعلن بن حلّي أن الجامعة العربية في صدد الإعداد لمؤتمر لدعم الصومال وإعادة إعماره ودعم الجهود السياسية للمفاوضات، مشيراً إلى أن ذلك كان موضعاً للمشاورات من أعضاء لجنة الصومال.