واشنطن ــــ محمد دلبح
يبحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الأميركي جورج بوش، خلال اجتماعهما في البيت الأبيض اليوم الاثنين، الوضع الأمني في العراق ودور تركيا في المساعدة على فرض الاستقرار والأمن في العراق، حيث من المتوقع أن يعرض أردوغان صفقة على بوش في مقابل مواجهة حزب العمال الكردستاني.
وذكرت صحيفة «جمهوريت» التركية أن أردوغان سيعرض على بوش استعداد بلاده لإرسال خمسة آلاف جندى إلى العراق لقاء إنهاء نشاط ووجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
ويعتقد أردوغان أنه إذا وافقت واشنطن على هذا العرض، فإنه سيكون من السهل بالنسبة إليه الحصول على موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات تركية إلى العراق، خلافاً لما حدث عام 2003 عندما رفض البرلمان إرسال قوات إلى هناك، كما رفض السماح للقوات الأميركية باستخدام الأراضي التركية لغزو هذا البلد.
ولضمان موافقة بوش، فإن أردوغان سيؤكد للرئيس الأميركي استعداد تركيا لتبنّي الموقف الأميركي والأوروبي بشأن الملف النووي الإيراني، الذي يدعو طهران إلى تعليق تخصيب اليورانيوم والتخلي عن أي طموحات بإنتاج أسلحة نووية.
كما سيبلغ أردوغان الرئيس الأميركي استعداد حكومته لوقف التعاون مع إيران إذا لم تستجب للمطالب الدولية، التي عبّر عنها مجلس الأمن في قراره الذي منح طهران حتى نهاية شهر آب الماضي لتعليق تخصيب اليورانيوم في مقابل حصولها على جملة الحوافز التجارية والسياسية.
وكانت الحكومة الأميركية عيّنت في 28 آب الماضي الجنرال المتقاعد جوزيف رالستون مبعوثاً خاصاً لدى تركيا «لتنسيق مشاركة الولايات المتحدة مع الحكومتين التركية والعراقية للقضاء على التهديد الذي يمثله حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات الإرهابية العاملة في شمالي العراق وعبر الحدود التركية العراقية».
كما ستنناول محادثات أردوغان موضوع انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي والدعم الأميركي في هذا الشأن، والصراع العربي ــ الإسرائيلي ودعم تركيا للجهود الأميركية في المنطقة، وخصوصاً في العراق ولبنان وفلسطين في إطار ما تسميه «الحرية في لبنان والعراق والشرق الأوسط الكبير».
في هذا السياق، أعلن حزب العمال الكردستاني وقفاً للنار مع تركيا من جانب واحد اعتبارا من يوم أمس الأحد. وقال الرجل الثاني في حزب العمال، مراد قريلان، في مؤتمر صحافي في جبل قنديل، المنطقة الوعرة في المثلث الحدودي بين العراق وايران وتركيا، إن «هذه الهدنة (مع تركيا) تأتي تلبية لنداء عبد الله أوجلان» الزعيم الكردي المعتقل في تركيا.
أضاف قريلان إن الهدنة «لا تشمل النشاطات» العسكرية لحزب الحياة الحرة الكردستاني الذين «سيكونون في حال حرب مع ايران، ووقف النار لا يشملهم».