بدأت قوات عراقية وأميركية، بدعم من زعماء القبائل والعشائر، عمليات عسكرية لملاحقة الجماعات المسلحة وتضييق الخناق عليها في مدينة الرمادي غرب العراق. وقال المحافظ مأمون العلواني، في تصريح صحافي أمس، إن «عشائر الأنبار لن تتراجع عن انتفاضتها على الإرهابيين وستمضي لمطاردتهم في كل مكان».
وأعلن العلواني تأليف قوة عسكرية حكومية «لحماية الطريق الخارجية وتأمين الحماية لمنفذ طربيل الحدودي مع الأردن والوليد الحدودي مع سوريا»، اللذين يشهدان باستمرار عمليات قتل وخطف، مشيراً إلى أن هذه القوة «ستجهز بأحدث الأسلحة». وقال المحافظ: «لقد قطعنا العهد لرئيس الوزراء نوري المالكي الأسبوع الماضي بملاحقة الإرهابيين».
من ناحية أخرى، أكد رئيس المجلس المحلي في مدينة الرمادي، عبد السلام عبد الله، في تصريح أمس، ضرورة «رد الاعتبار لأهالي مدينة الرمادي»، مضيفاً: «نحن عازمون على مقاتلة الإرهابيين وتصفيتهم».
وتقوم قوات أميركية بتنفيذ هجمات وعمليات دهم وغارات جوية متواصلة على معاقل الجماعات المسلحة في الرمادي، كان آخرها في منطقتي الحميرة وهيت. ونجح عدد من العشائر، بالتعاون مع قوات الشرطة، في قتل أربعة مسلحين واعتقال ثمانية آخرين الأسبوع الماضي.
وقال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، في وقت سابق، إن «شيوخ العشائر في الرمادي أصبحوا يداً واحدة مع الحكومة وبدأوا يحاربون الإرهابيين ويطردونهم من المدينة». وأضاف أن «شيوخ الرمادي يناقشون أولاً بأول مع المالكي أمور الجيش والشرطة وإعادة الإعمار وتقديم الدعم الحكومي لهم في حربهم ضد (تنظيم) القاعدة بالتعاون مع القوات العراقية»، متعهداً مواصلة دعم الحكومة لشيوخ العشائر في المدينة «بالمال والرجال والعتاد وكل ما أوتينا من قوة».
وتُعد الرمادي، التي يقطنها نحو مليون شخص من العرب السنة، أكبر مدن العراق مساحة ولها حدود برية صحراوية واسعة مع كل من سوريا والأردن والسعودية وتشهد أعمال عنف متواصلة منذ إطاحة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في نيسان 2003.
وتُسبب المدينة، وكذلك بلداتها الفلوجة والقائم وهيت وعانة وحديثة والخالدية والكرمة، إزعاجاً ومصدر قلق للجيش الأميركي الذي قتل الكثير من جنوده في هذه المناطق، فضلاً عن تدمير عشرات الآليات العسكرية وعدد من المروحيات.
وعُدَّ اجتماع المالكي مع زعماء القبائل، في الرمادي الأسبوع الماضي، حدثاً مهماً فشلت الحكومات التي تشكلت بعد إطاحة النظام السابق في تحقيقه، حيث استهدف إعادة الثقة مع زعماء قبائل المدينة ومد جسور التعاون معهم في ملاحقة الجماعات المسلحة التي تفد عبر الحدود الصحراوية مع بلدان الجوار.
وأعلن التلفزيون العراقي الحكومي أمس مقتل «30 إرهابياً» في عملية عسكرية مشتركة بين القوات الأميركية والشرطة العراقية في منطقة الطرح في الرمادي.
(د ب أ)