صقور واشنطن يتصدّون لبوب وودورد: كتابه كغزل البنات أطلق البيت الأبيض أمس حملة لمحاصرة الأضرار التي خلفها كتاب الصحافي الأميركي بوب وودورد، الذي أسهم في الكشف عن فضيحة ووترغيت في سبعينيّات القرن الماضي، حول العراق، والذي يقع في 576 صفحة.
وسارع البيت الأبيض الى وصف كتاب "حالة إنكار الواقع: حرب بوش الثالثة" بأنه "شبيه بحلوى غزل البنات، الذي يذوب بمجرد ملامسته".
وكتب وودورد، في مقتطفات نشرتها الـ"واشنطن بوست" أول من أمس، إن "ثمة هوة واسعة بين ما يعرفه البيت الأبيض والبنتاغون عن الوضع في العراق، وما يقولانه في العلن".
ويهدد الكتاب بعرقلة مساعي الحزب الجمهوري للإبقاء على سيطرته على الكونغرس في الانتخابات النصفية المقررة في تشرين الثاني المقبل، والتي يشكل الاحتلال الأميركي المستمر للعراق ملفاً أساسياً فيها.
وقال مستشار البيت الابيض دان بارتليت، أول من أمس، إن بوش كان "صريحاً بشأن الحرب".
بدوره، قال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو الجمعة "لم يحاول أحد تضليل أي كان بشأن (العراق)".
ويحوي الكتاب مقابلات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية وتقارير داخلية. وهو يُظهر كيف تغاضى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد عن نصائح كبار الضباط الأميركيين المنتقدة للسياسة الأميركية في العراق.
وأعلن رامسفيلد أول من أمس أنه لن يستقيل، رغم الوقائع التي يوردها كتاب وودورد، ومن بينها رفض الوزير الأميركي التحدث إلى مستشارة الأمن القومي آنذاك كوندوليزا رايس بسبب الخلاف على طريقة إدارة الوضع في العراق.
ونفت رايس بشدة أمس ما ورد في كتاب وودورد من أنها كانت في تلك الفترة تجد صعوبات كبيرة في التخاطب مع رامسفيلد، قائلة "لم يحصل أن رفض رامسفيلد التحدث إلي. هذا أمر سخيف".
كما نفت رايس أن يكون الرئيس السابق للاستخبارات الأميركية جورج تينيت قد حذرها من "مخاطر إرهابية وشيكة" قبل شهرين من هجمات 11 ايلول عام 2001، كما ذكر وودورد في كتابه.
ورداً على سؤال بهذا الصدد، قالت رايس إنها لا تذكر أنها أجرت لقاءً في العاشر من تموز مع تينيت، موضحة "لكن الأمر الذي أنا واثقة به هو أني كنت سأتذكر لو أنه قيل لي كما ورد في هذه الرواية على ما يبدو، إنه سيكون هناك اعتداء في الولايات المتحدة". أضافت رايس "أجد أن فكرة أن أكون تجاهلت ذلك أمر غير منطقي".
كما يشير وودورد الى تفاصيل اللقاء المزعوم بين رايس وتينيت، الذي حضره أيضاً مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية الـ"سي اي ايه" المكلف شؤون الإرهاب كوفر بلاك؛ اذ دافع تينيت عن فكرة أن تنظيم القاعدة يسعى إلى "مهاجمة المصالح الأميركية، وربما الولايات المتحدة نفسها"، وأن ذلك ناجم عن "مشكلة كبرى في السياسة الخارجية يجب التعامل معها فوراً".
ويعلق الصحافي الأميركي على هذا الاجتماع بالقول إنه "تكوّن انطباع لدى تينيت وبلاك بأنهما عاجزان عن التواصل مع رايس. لقد كانت مهذبة، لكن كان لديهما انطباع بأنها لا تأخذ ما يقولانه بجدية".
ورأت رايس حينئذ، بحسب الكتاب، أن "جورج (تينيت) كان شديد القلق، وكنا جميعاً قلقين جداً. المشكلة أن الأمر كله كان بالغ الغموض".
ويتابع الصحافي الاميركي أن رايس أشارت، في تلك الفترة، الى أن الإدارة الأميركية كانت "قلقة إزاء احتمال وقوع اعتداءات في الأراضي الأميركية"، مضيفاً إنها "عقدت، في الخامس من تموز من عام 2001، اجتماعاً مع اندرو كارد"، مدير مكتب الرئيس جورج بوش آنذاك.
(د ب أ، أ ف ب، رويترز)