دشّنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس جولتها في الشرق الأوسط، التي بدأتها في السعودية، بطلب مساعدة الرياض من اجل «استقرار» الوضع في العراق ولبنان، ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).وقالت رايس للصحافيين في الطائرة التي اقلتها الى جدة، إنها تنوي مناقشة «وسائل مساعدة اضافية» للرئيس الفلسطيني والرئيس فؤاد السنيورة. وأضافت «أودّ أن يلتزم السعوديون الاستقرار في العراق، وأودّ أن يلتزموا الاستقرار في لبنان مالياً وسياسياًولاحظت رايس أن للرياض «اتصالات كثيرة بعدد من القوى في العراق، والسعوديون قدّموا في الواقع مساعدة كبيرة لينخرط السنة في العملية السياسية». وتابعت «سيكون مفيداً جداً أن يدعموا ويسهّلوا برنامج المصالحة الوطنية الذي أطلقه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي».
وأوضحت رايس أنها ستجتمع في القاهرة مع وزراء خارجية السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان ومصر والأردن، وهو ما «يتيح لنا... العمل مع الدول المعتدلة والأصوات المعتدلة في المنطقة لدعم هذه القوى المعتدلة الجديدة ومنها حكومة السنيورة في لبنان والرئيس محمود عباس والحكومة العراقية».
وقالت رايس إن الولايات المتحدة تعوّل على «صياغة جديدة» لحلفائها العرب المعتدلين. وأوضحت «لدي قناعة بأن جهود مجلس التعاون الخليجي زائد 2 (مصر والأردن) تؤلّف شيئاً جديداً يمنحنا فرصة التعاون، في اطار صياغة جديدة، مع الدول والاصوات المعتدلة في المنطقة». وأضافت «ان هذه الصياغة يمكن ان تكون فعالة جداً في مكافحة القوى المتطرفة».
وفي ما يتعلق بالدور السوري في المنطقة، ذكّرت رايس بأن «إخراج السوريين من لبنان استغرق 30 عاماً، ولا أرى كيف يمكن أن يكونوا قوة استقرار في لبنان، لكن إذا أرادوا أن يكونوا قوة استقرار ففي إمكانهم ذلك. يعلمون ما عليهم فعله. يعلمون أنه يجب وقف شحن الأسلحة من إيران، ربما، إلى حزب الله. يعلمون أنه يجب أن يتعاونوا كلياً مع التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. يعلمون أنه يجب وقف حملات الترهيب على قادة لبنان. لا أعتقد أنهم بحاجة إلى من يقول لهم ما الذي يجب أن يفعلوه لمساعدة لبنان كي يكون أكثر استقراراً».
وقال مسؤول سعودي رفض الكشف عن هويته، لوكالة «فرانس برس»، إن «المسؤولين السعوديين سيحثّون رايس على تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط لتجسيد رؤية الرئيس جورج بوش في إقامة دولتين، اسرائيلية وفلسطينية». وأضاف انه سيصار إلى التطرق ايضاً الى الملف النووي الايراني الذي يقلق العديد من دول الخليج، وإلى الوضع في العراق ولبنان.
وفي هذا الشأن، قالت رايس «ليس من المبالغة القول إننا لم نسمع من الإيرانيين ما يوحي أنهم سيعلقون» تخصيب اليورانيوم «بل، في الحقيقة، سمعتم ما هو عكس ذلك من الرئيس الإيراني. أعتقد أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيدقق مع مصادره مرة أخرى ليتبيّن إذا كان هناك أمر جديد». وأضافت «وإذا لم يعلّق الإيرانيون (التخصيب) فذلك يعني أننا سنعود إلى مجلس الأمن من أجل العقوبات».
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)