في محاولة منها للتخفيف من حدة التوتر مع موسكو، سلمت جورجيا أمس الضباط الروس، الذين اتهموا بالتجسس، الى رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، غير أن روسيا اتخذت منحىً آخر برز من خلال حدثين، تمثّل الأول بتوجيه الرئيس الروسي فلاديميــــر بـــوتين تحذيراً إلى نظيره الأميركي جورج بوش من «تدخل أي طرف ثــــالث» قد يشجع تبيليسي على «ســــياستها الهدامة»، والثاني بتعلــــيق روسيــــا حــــركة الملاحة والمواصلات البريدية مع جورجيا. وأشار الكرملين أمس الى محادثة هاتفية جرت بين الرئيسين الأميركي والروسي، وقال، في بيان، إن بوتين حذر نظيره الأميركي من «تدخل أي طرف ثالث» قد يشجع تبيليسي على «سياستها الهدامة».
في هذا الوقت، سلمت السلطات الجورجية الضباط الأربعة أمام مكتب النيابة العامة في العاصمة، بعدما أبلغتهم بترحيلهم بلا عودة، في حين أعلنت روسيا أمس نيتها فرض عقوبات على جورجيا بإلغاء الملاحة والاتصالات البريدية والتحويلات المصرفية.
وأكدت وزارتا الاتصالات والنقل في موسكو أن كل الخطوط الجوية والبحرية والاتصالات البريدية مع جورجيا ستتوقف، فيما قال موظف روسي في شركة“ايروفلوت” إن الرحلات الجوية ستتوقف ابتداءً من اليوم.
كما أصدر مجلس مديري شركة سكك الحديد الروسية توصية إلى إدارة الشركة بالتوقف عن شراء قطع غيار القطارات من جورجيا.
من ناحيته، رأى وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف اعتقال الروس بأنه يهدف الى إجبار القوات الروسية على مغادرة جورجيا، لتتمكن حكومة تبيليسي من إحكام سيطرتها على إقليمي أبخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليين بالقوة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)