تتوالى الخطوات العراقية في اتجاه تعميق أسس الحوار وبناء مقومات المصالحة الوطنية التي أطلق مبادرتها رئيس الوزراء نوري المالكي، لتشكل مرحلة «تصالحية» يسير عبرها العراقيون إلى السلم الأهلي الذي من شأنه أن يطلق بناء البلد، وخاصة بعد توقيع الكتل البرلمانية «وثيقة العهد» خلال اجتماعها مع المالكي أول من أمس، والتي تضمنت تعهداً بتحريم الدم العراقي واتفاقاً على تشكيل لجان للإشراف على الوضع الأمني في العاصمة بغداد.وأعلن يوم الحادي والعشرين من تشرين الأول الجاري موعداً لعقد «مؤتمر القوى السياسية»، لتكون عملية المصالحة الوطنية قد دخلت مرحلة جديدة ومهمة في مسيرتها نحو إيقاف العنف ونزف الدم العراقي.
وتشارك في هذا المؤتمر، حسبما أعلنت وزارة الدولة لشؤون الحوار الوطني، «الأحزاب والحركات والمنظمات السياسية العراقية التي ناضلت بالأمس ضد الديكتاتورية وتناضل اليوم من أجل استكمال مقومات السيادة الوطنية وإعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب وبناء دولة القانون وحقوق الإنسان ورفاهية المواطن».
وقال رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي، بخصوص هذا المؤتمر: «إذا أُريد أن يُكتب النجاح لمؤتمر القوى السياسية، فعلينا العمل على إشراك القوى السياسية المشاركة في الحكومة أو التي لم تشارك فيها، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة».
ورحبت القوى السياسية العراقية والأطراف المعنية أمس بـ «وثيقة العهد» التي اتفق عليها قادة الكتل البرلمانية بدعوة من المالكي أول من أمس، الذي قال للصحافيين بعد الاجتماع إن المجتمعين اتفقوا على تأليف لجان فرعية ميدانية مشتركة في مناطق بغداد المختلفة تضم ممثلين عن الكتل السياسية وعلماء الدين وشيوخ العشائر والوجهاء والقوات المسلحة «لغرض التصدي لأعمال العنف والعمل على تطويقها».
أما الدليمي، فرأى أن «توقيع وثيقة العهد بين الكتل السياسية سيكون له تأثير عظيم على إيقاف إراقة دماء العراقيين»، فيما قال النائب عضو الكتلة الصدرية ناصر الساعدي: «إذا أرادت الأطراف السياسية والحكومية إنجاح الوثيقة فعليها أن تفاتح الأميركيين بضرورة التجاوب مع الوثيقة، وأن تمنعهم من المداهمات والتجاوزات التي يقومون بها ضد أبناء شعبنا».
كذلك أعربت الجبهة العراقية للحوار الوطني وقائمة التحالف الكردستاني عن رضاهما عن الوثيقة نفسها باعتبارها خطوة على طريق المصالحة الوطنية.
على صعيد آخر، أعلن منسق حكومة إقليم كردستان العراق لدى الأمم المتحدة ديندار زيباري أمس أنه سيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة بوصفه ممثلاً عن حكومة الإقليم.
ميدانياً، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 19 شخصاً في أعمال عنف طالت أنحاء مختلفة من العراق أمس، بينهم تسعة في محافظة ديالى المضطربة، في حين أصيب عشرات آخرون، فيما أعلنت الشرطة العثور على «جثث سبعة أشخاص من عائلة واحدة كانوا قد اختطفوا في وقت سابق من منزلهم قرب بعقوبة».
وأعلن الجيش الأميركي أمس مقتل أربعة من جنوده في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال غرب العاصمة مساء أول من أمس، ليبلغ بالتالي عدد الأميركيين الذين قتلوا منذ السبت الماضي في العراق 17 جندياً.
إلى ذلك، أصدر ديوان الوقف الشيعي تقريراً عن «الاعتداءات الإرهابية التي طالت المساجد والحسينيات في العراق»، وكانت حصيلتها «قرابة أربعة آلاف شهيد وجريح إضافة إلى هدم 163 مسجداً وحسينية ومرقداً مقدساً».
(الأخبار، أ ف ب،
رويترز، أب، يو بي آي)