برلين ــ غسان أبو حمد
تفتح جميع المساجد الإسلامية في ألمانيا أبوابها اليوم الأربعاء أمام الرعايا الأجانب من غير المسلمين، للاطلاع على جوهر الدين الإسلامي وعادات المسلمين وتقاليدهم.
وتعدّ ظاهرة «يوم الأبواب المفتوحة» عيداً ألمانياً تقليدياً درجت على اتّباعه الدوائر والمؤسسات الرسمية الألمانية، والهدف منه إتاحة الفرصة أمام جميع المواطنين للدخول إلى المؤسسات الرسمية والحكومية والاطلاع على طبيعة عملها وشكله، وتوجيه الأسئلة الحرّة وتوقع الإجابة عنها، بهدف تعميق الأسس الديموقراطية وتقريب المواطن من أشكال الحكم وطبيعة إدارته.
ومنذ إعادة توحيد ألمانيا، قرر المجلس الإسلامي المركزي في ألمانيا إحياء هذه الظاهرة سنوياً من أجل إطلاع المواطنين الراغبين على جوهر الديانة الإسلامية، وفتح أماكن العبادة أمام جميع الزوار الراغبين بالتعرف إلى العمق الديني والصلاة والعلاقات الاجتماعية بين المسلمين، بما في ذلك الردّ على جميع الأسئلة التي يرغب زوار المساجد الإسلامية في طرحها.
وما يزيد من عمق هذه المناسبة ودلالتها هو وقوعها في شهر رمضان، وتطبيقها هذا العام تحت شعار «المسلمون جزء من المجتمع الألماني»، وذلك انسجاماً مع عنوان «المؤتمر الإسلامي الأول» ومضمونه، الذي انعقد في برلين قبل أسبوع، تلبية لدعوة من وزارة الداخلية الألمانية بهدف اعتبار الدين الإسلامي ديناً رسمياً في ألمانيا، ووضع برنامج سنوي يعمق وسائط المسلمين في المجتمع الألماني وارتباطاتهم، إسوة برعايا بقية الديانات السماوية الأخرى.
وأكد ممثلو الجمعيات الإسلامية في لقائهم الأخير مع وزير الداخلية الألماني ولفغانغ شويبله على احترامهم التام للقوانين الألمانية التي يعيشون في ظلها، وخصوصاً أن أبناء العائلات الإسلامية في ألمانيا باتوا منخرطين في مؤسسات الدولة، وهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن سلامة ألمانيا، باعتبارها ملاذهم ووطنهم الجديد.
ومن أهم المحاور التي تشكل حالياً أساساً للحوار بين ممثلي الجمعيات والروابط الإسلامية ووزارة الداخلية الألمانية، قضية المساواة بين الرجل والمرأة وقضايا العائلة والتربية والعلمانية وتعدد الثقافات، ومنها أيضاً، فصل الدين عن الكنيسة وكيفية التعاطي مع الرموز الدينية وتدريس الدين الإسلامي في المدارس وكذلك تأهيل أئمة المساجد في المعاهد الألمانية.
تجدر الإشارة إلى أن مناسبة فتح أبواب المساجد انطلقت بتاريخ الثالث من تشرين الأول عام 1997 برعاية رئيس المجلس الإسلامي المركزي في حينه الدكتور نديم الياس، بهدف تعزيز الارتباط وتعميق التفاهم وزيادة المعارف بين المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا.
ويرى المجلس الإسلامي المركزي أن اختيار مناسبة عيد الوحدة الألمانية لفتح أبواب المساجد الإسلامية هو خطوة تؤكد بأن المسلمين «هم جزء لا يتجزأ من وحدة الشعب الألماني، وليسوا رعايا أجانب».